كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

خليليَّ هل لي في الأخلَّاء مسعد ... على لوعة ما تنقضي وغليل
تبرِّح بي ذكرى ..... وتركتهم ... وقد ساءهم حيث ارتحلت رحيلي
ثلاثة أغصان رجوت نموَّها ... رمى الدَّهر شفعًا منهم بذبول
فقد ساء بالماضين دهر ولا أرى ... إلى أوبة الباقين وجه سبيل
دواء بأكناف الشّام ممنَّع ... ومؤلم داء بالعراق دخيل
يطالبني قلبي ..... إليهم ... وإن طاب في ظلِّ الإمام مقيلي
أبي جعفر المستنصر بن محمَّد ... خليفة حقٍّ وابن عمِّ رسول
كريم السَّجايا غافر الذَّنب قادر ... شديد على الأعداء غير عجول
عليه جلال للنُّبوَّة لائح ... كشمس الضُّحى لاحت بغير دليل
محبَّته فرض أتى بوجوبها ... تلاوة آيات وحكم نزول
إمام هدى طال الخلائف فعله ... فأعجز عن شبه له ومثيل
حمى الدِّين واستدعى الكتائب فانبرت ... إلى النَّصر خيل أردفت بخيول
وليلة يمَّمنا من الشَّام ظلَّه ... بعزم كحدِّ المشرفيِّ صقيل
/168 ب/ هدانا إلى معرفة نور وجهه ... فبتنا نشيم البرق غير كليل
تجوب إليه الأرض حبًّا ورغبة ... ونفري الفيافي من نقًا وسهول
ولو شاء نلنا من خراسان مانعًا ... بسمر قنا ملد وبيض نصول
دنونا فألفينا الندى في جنابه ... خصيبًا وفيض الجود غير قليل
فرقَّت حواشي العيش في ظلِّ ملكه ... وراقت كمزن ضعِّفت بشمول
لنا منه إحسان إلينا ورأفة ... علينا وعطف واصطناع جميل
هنيئًا لأهل الأرض عدل خليفة ... غدا لرسول الله خير رسيل
أبا جعفر مالت إليك قلوبنا ... فملنا إلى حسناك كلَّ مميل
أتيناك نبغي عيشة من ..... ... ببابك في ظلٍّ لديه ظليل
تركنا على وعد من القرب أهلنا ... وخلنا النَّوى مرماه غير طويل
قضى شطرهم دون اللِّقاء بغربة ... ولست على سبِّ الرَّدى بوكيل
فإن شملتنا نظرة منك حقَّقت ... مآرب نرجوها وحسن وصول
وكيف قنوط النَّفس من قرب زورة ... ورأي أمير المؤمنين كفيلي

الصفحة 271