كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وما كتبه إلى صاحب الديوان يتشوقه إلى واسط؛ وهو فخر الدين /169 أ/ المبارك بن يحيى المخزومي: [من الوافر]
أجدَّك لو أتيتك بالصَّواب ... لجئتك ساعيًا عوض الكتاب
ولو أنِّي استطعت لكنت دهري ... ملازم مجدك الخضل الرِّحاب
أيا مولاي فخر الدِّين عذرًا ... لمشتاق يقصِّر في الخطاب
غدت بغداد بعدك في حنين ... تراقب منك ساعات المآب
فحيَّا واسطًا إذ بتَّ فيها ... ملثٌّ القطر منبجس السَّحاب
وأعقل ركبة في كلِّ أرض ... يحلُّ بها المبارك بالرِّكاب
تملَّكت القلوب فدتك نفسي ... أبا سعد بأخلاق عذاب
فلي مذ سرت نحو فرط شوق ... كشوق أخي ..... .....
سلام الله منِّي كلَّ يوم على ... علياء بابك والجناب
ومما عمله بديهًا بدار الوزارة الشريفة مجاوبًا لبدر الدين أب نصر زيادة دجلة، وانقطاعه عن خدمة الدار: [من الطويل]
وقيت الرَّدى يا موج دجلة بيننا ... إذا ما طرا من موجبات العوائق
فما قطعت تيه السماوة عنكم ... مرادي إذا ودِّي لكم ودُّ صادق
/169 ب/ ولا بعدت دار وللنَّفس هبَّة ... إليها ولو حالت سلوك المضايق
وقال أيضًا: [من الكامل]
سقيت قبور بالشَّام ولا ونى ... جفن السحاب بها يسحُّ ويسمح
أجداث من اعزز عليَّ بفقدهم ... فينا عليهم غلَّة لا تبرح
جدث به الملك العزيز وحفرة ... ضمَّت أخي والقرح بالأخ أبرح
وقال أيضًا: [من الطويل]
إذا ما سقى الغيث الشَّام فلا غدا ... ربى حلب من سحبه كلُّ ممطر
ديار بها مثوى العزيز محمَّد ... أخي الجود جادته دموعي بكوثر
جزى الله عنِّي أهلها كلَّ صالح ... أطابوا مغيبي بالثَّناء ومحضري
صحبتهم حينًا كأنَّا مع النَّوى ... ذوو رحم في إربل لم تغيَّر

الصفحة 272