كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وقال أيضًا من قصيدة عملها ليسيرها إلى شمس الدين لؤلؤ تشوقًا إليه، ولم يسيّرها: [من الطويل]
صفا لك ودِّي والدِّيار بعيدة ... وما الصَّفو إلَّا ما يكون على البعد
وما غيَّرتني عن عهدك سلوة ... وكلُّ الَّذي في البعد يبقى على العهد
/170 أ/ أبا الفضل جادت ربع دارك ديمة ... تبسَّم فيها البرق من غضب الرَّعد
يفلِّل جيش المحل حبل بروقها ... بصارمها المسلول من باطن الغمد
يضوع عليها من خلال برودها ... ..... طيب من شذا البان والرَّند
تحوك بها وشيًا من الرَّوض مذهبًا ... وترقم طرزًا فوق جدولها الجعد
فأحسن بخد الأرض منها معذَّرًا ... وإن كان حسن الخدِّ وصفًا من المرد
فهام رباها تحت تاج مرصَّع ... وجيد حماها في الثَّمين من العقد
فللَّه قلبي ماله كلَّما بدا ... له البرق شامََيًا يهيم من الوجد
يذكِّرني من طيب قربك ذاهبًا ... وعيشًا صفيق الظِّلَّ في زمن رغد
فوا وحدة إلا لا أراك مصاحبًا ... وإن كنت ذا قوم كرام ذوي ودِّ
فما كان أهنأ العيش لولا منيَّة ... أتاحت لنا فقد العزيز على عمد
فلو أن دهرًا ردَّ سالف عيشة ... على سائل يومًا سألناه في الرَّد
ومما أراد أن يسيره إليه ولم يسيره: [من الوافر]
خيال زار وهنا في المنام ... يذكِّرنا لييلات الشَّام
وعيشًا بالعواصم مرَّ رغدًا ... لنا في خدمة الملك الهمام
أهيم إليك شمس الدِّين شوقًا ... فيا لله شوق المستهام!
/170 ب/ يذَّكرنيك ضرب البيض صبرًا ... وطعن السُّمر في يوم الزحام
وأوقات السُّرور وركلُّ خلٍّ ... لقيت وطيب ساعات المدام
وأذكر منك عزمًا كان أمضى ... على الأعداء من حدِّ الحسام
وأخلاقًا كنشر الرَّوض مرَّت ... معطَّرة بأنفاس الخزام
سقى مثوى العزيز سحاب دمعي ... إذا ما ضن منسجم الغمام
وحيَّا الله من حلب مقامًا ... وأجداثًا بأكناف المقام
سلام رائح منِّي وغاد ... عليهم من حمى دار السَّلام

الصفحة 273