كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ومنُّوا بلقياكم على ضعف مهجة ... متى نشدت ذكراكم فتذوب
ولا تحسبوا أن الحياة تلذُّ لي ... وأيُّ حياة للفراق تطيب
سأنكر عرفاني لكم عند سائلي ... حذارًا عليكم أن ينمَّ رقيب
وأصغي إذا الرَّاؤون أجروا حديثكم ... وأعرض كيما لا يقال مريب
وأنشدني لنفسه من صدر مكاتبة جواب أبيات لأبي المجد أسد بن إبراهيم الكاتب الإربلي النشابي كتبها إليه فأجابه الأمير على الوزن والقافية: [من الطويل]
أبا المجد شوقي جاوز المدَّ وصفه ... إليك فهل يوم اللِّقاء قريب
يقرُّ لعيني أن أراك وشملنا ... جميع وليلات مضين تؤوب
/172 أ/ فمن لي بلقيا أسعد لا عدمته ... ويدعو ودادي حبَّه فيجيب
وليس ..... ..... ... ولكنَّ صبري مذ نأيت عجيب
وأنشدني أيضًا قوله من أبيات: وقد نزل عمّكاباذ – قرية على باب إربل فيها يباع الخمر ويقصدها أهل البطالة والخلعاء من الناس وأرباب الحرف يشربون بها – وفيها شخص اسمه نيسان خمار: [من الطويل]
ولمَّا نزلنا عمّكاباذ شاقنا ... زيارة نيسان وحانته الكبرى
ذكرنا بها ليلات لهو حميدة ... تقضَّت مع الأحباب أكثرها شكرا
فيا ضيعة الأعمار إن كنت بعدها ... أعدُّ زماني كلَّه أبدًا عمرا
وحدثني أنه نزل بدير باقوقا. وكان به راهب يقال له معدان حبيسًا، له أربعون سنة، فقال: [من البسيط]
يا ساكن الدَّير إن كان ابن معدان ... أمسى حبيسًا فإنِّي المغرم العاني
وإن قضى زمنًا في الدَّير معتكفًا ... فقد قضيت مع الأحباب أزماني
/172 ب/ كيف السُّلوُّ وهل أبغي بهم بدلًا ... وحبُّهم شيعتي والشَّمر سلواني
فهم وإن هجروا في القلب منزلهم ... وهم وإن وصلوا ..... أحزاني
ويا حمامة دوح الدَّير عن شجن ... تشكو الفراق كلانا حلف أشجان
شتَّى الصَّبابة والأشواق تجمعنا ... ما شان لوعتها في نوحها شاني
لفقد طائرة نشدانها أبدا ... والأسمر اللَّدن ساجي الطَّرف نشداني

الصفحة 275