كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

نائي المزار قريب الدَّار محتجب ... روحي الفداء لذاك النَّازح الدَّاني
[103]
أحمد بن عليِّ بن الحسن بن محمد بن رضى، أبو العباس بن أبي المكارم العمرانيُّ الأزديُّ الموصليُّ.
من أبناء الرؤساء والمتصرفين في جلائل الأعمال في الدولة الأتابكية ولهم المحلُّ الأسنى في الرئاسة.
وأبو العباس هو اليوم المستوفي بالديوان الملكي البدري بالموصل، وإليه الحكم والنظر في الارتفاعات.
حفظ القرآن العزيز، وقرأ طرفًا من الأدب، وعرف من الفرائض ما يحتاج إليه؛ وله اتساع تام في صناعة الحساب وضروبه والأشغال الديوانية، /173 أ/ وحل التراجم والألغاز.
لقيت أبا العباس بمدينة إربل سنة ست وعشرين وستمائة؛ فوجدته عارفًا بمقادير الناس، كثير الثناء عليهم، رئيسًا في نفسه، غاية في الذكاء والفهم، ينشئ فصولًا حسنة، ويعمل أشعارًا جيدة. ثم إنه أي لغز سمعه تسارع في حله وكشفه من غير توقف ولا فكرة كأنه يعرفه.
ومما أنشدني لنفسه، وكان قد وعده أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد الكريم الجزري الكاتب المنشئ بشيء من رسائله، فاستنجزه بهذه الآيات:
[من البسيط]
قل للوزير ضياء الدِّين منبسطًا ... في القول إنَّك ذو فضل وإفضال
أحرزت قدح المعلَّى في العلاج جذعًا ... وفزت من مجدها بالشَّامخ العالي

الصفحة 276