كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

خطبت منك وحسن الظَّن يشفع لي ... إليك إبنة فكر مهرها غالي
لمثلها تذهل الألباب ليس لذي ... خدر تجرِّر تيها فضل أذيال
قلَّدتني مننا بالوعد قابلها ... شكري وحقَّقت في علياك آمالي
فاشتدَّ شوقي إلى استجلاء عزمتها ... أفدي البشير بها بالأهل والمال
وله: [من الكامل]
/173 ب/ لولا تعلُّله بقرب كتابكم ... عادت حشاشته لشوق تزهق
عذر يذود عن اللِّقاء ومهجة ... سلبت قرارًا فهي وجدًا تقلق
وأنشدني أيضًا قوله: [من الطويل]
رعى الله أحبابًا ترحَّلت عنهم ... وخلَّفت قلبًا عندهم لا يفارق
وما كنت ممن نفسه بفراقهم ... تسامح لكن فيه عذري ناطق
وأنشدني أيضًا من شعره: [من الوافر]
على العهد القديم وإن تناءوا ... مزارًا أو تباعدت الدِّيار
أحنُّ إليكم فأبلُّ شوقي ... من الذِّكرى وهل يغني إدِّكار
عدمت الصِّبر مذ رحلوا وبانوا ... إذا بعد الأحبَّة لا قرار
فوا أسفًا على عصر التَّصابي ... كأنَّ العيش فيه مستعار
إذا أرخى الزَّمان لنا عنانا ... يعزُّ به ومن كثب يغار
فأيَّام الثُّبور به طوال ... وأعوام السُّرور به قصار
وأنشدني لنفسه لغزًا في القبر: [من الطويل]
ومستودع كلُّ الأنام لهم به ... وثوق وفيه الغدر ضربة لازب
.. بما يحويه حينًا وبرهة ... ويتلفه فعل العدوِّ الموارب
وأنشدني لنفسه يرثي أخاه /174 أ/ أبا حامد محمد بن علي، وتوفي بمدينة إربل: [من الطويل]
رسوم عفت منكم ورسم تجددَّا ... وقلب غدا من شدَّة الوجد مكمدا
وعين بفيض الدَّمع تجري تأسُّفا ... على من ثوى في ظلمة الرَّمس ملحدا
أقول لربع كان بالحبِّ أهلًا ... فأقفر من سكَّانه وتأبدا

الصفحة 277