كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أيا منزل لأحباب لا زلت بعدهم ... خرابًا وما والاك إلا .....
أبا حامد لو يرهب الموت ..... ... لها بك حقًّا أن يفاجئك بالرَّدى
أبا حامد لو خلَّد المرء مجده ... لكنت على المجد الأثيل مخلَّدا
أبا حامد فقت الأنام تفضُّلًا ... وفضلًا وإحسانًا وحلمًا وسؤددا
إذا افتخر الأقوام يومًا بحلَّة ... فخرتهم بيتًا كريما ومحتدا
لقد كنت لي عضبًا أصول بحدِّه ... إذا كشَّرت عن حدِّ أنياها العدا
وقد كنت لي حصنًا ألوذ بركنه ... من الدَّهر إن مدَّت حوادثه يدا
يهيج أحزاني عليك حمائم ... تحاور من شجو حمائم غردَّا
سقى الله تربًا أنت فيه موسَّد ... سحاب الرِّضا والعفو مثنى وموحدا
أيا ساكن الأرض الغريبة ميِّتًا ... عليك سلام الله وقفًا مؤِّبدا
وأنشدني لنفسه وقد أهدى إلى بعض الرؤساء طيبًا: [من الوافر]
/174 ب/ ..... بطيب ذكرك ..... ... إذا ما كان غيرك مستطيبا
وما أهدي إليك الطِّيب إلَّا ... ليكسب منهم أرجًا وطيبا
[104]
أحمد بن جعفر بن أحمد بن محمود بن هاشم، أبو الفضل الوائليُّ الهيتيُّ المعروف بالحائك.
شاب أسمر؛ وهو شاعر من المكثرين الأكياس المطبوعين، ماجن خفيف الروح، دمث مداعب، يقفو نهج أبي عبد الله الحسين بن الحجاج في أقاويله، ويتبعه في سائر مقاصده وفنونه.
قدم بغداد، وامتدح الناصر لدين الله أبا العباس أحمد – رضي الله عنه – ومن بعده من الخلفاء، ورؤساء الحضرة والأمراء وغيرهم. وهو صاحب الكتاب الموسوم بـ "الانتصار لآل شيث على ذوي الابن والمخانيث" ناقض به كتاب الصدر أبي محمد عبد الله بن محمد بن الهروي في ذكر معائب الحاكة وسخافة عقولهم، واتضاع أقدارهم وخمولهم؛ فأنشأ أبو الفضل هذا الكتاب، أحسن ترتيبه /175 أ/ ووضعه، وأجاد ترصيفه وجمعه؛ وضمّنه كل نكتة غريبة، ونادرة عجيبة، من أحوال المخنثين،

الصفحة 278