كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وأمور البغائين، ومما اصطلحوا عليه في كلامهم ومخاطباتهم وأقوالهم؛ فجاء الكتاب لم يسبقه أحد إلى تأليف مثله أعجز من تقدمه، وجاء بعده في هذا الشأن.
وله القصيدة السائرة التي سماها "ذات الفنون وسلوة المحزون" نحا فيها نحو القصيدة السوسية التي أوّلها: [من المنسرح]
الحمد لله ليس لي بخت ... ولا ثياب يضمُّها تخت
وقصيدة أبي الفضل تربي على ثمانمائة بيت، استوعب فيها جميع أجناس الحرف والصنائع على اختلاف حروفها. وكتبت منها أبياتًا يسيرة ولم أستكثر منها شيئًا لفرط ما حشا فيها من الهزل والمجون، وفيها مدح للإمام الناصر لدين الله – رضي الله عنه -.
أنشدني منها بمدينة السلام، وأولها: [من الهزج]
لحى العاذل البتّ ... على الفقر وأصبحت
وما نلت الغنى حتى ... يقول الناس أفلست
/175 ب/ ولم يدر بأنِّي ... في طلاب الحظِّ لجَّجت
فلو نال الغنى بالجدِّ ... جدًا كنت قد نلت
وما أبصرت لي ملجا ... سوى أنِّي تمسَّكت
بحبل من إمام العصر مولانا وفوَّضت
إليه الأمر لما صلح الفكر وسلَّمت
كذا أيقنت أنِّي من ... صروف الدَّهر قد فزت
وأعطيت به الأمن من الدَّهر فأنقذت
هو النَّاصر لازال ... به ينتصر الوقت
هو القبلة للخلق ... ولي أنَّي توجَّهت
بالائك يا مستخلف ... الرَّحمان قد لذت
فما في الخلق لي غيرك لا فوق ولا تحت
ولا إلَّاك لي بحر ... يروِّيني ولا قلت
ولا غير أياديك ... وآلائك أمَّلت

الصفحة 279