كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وبأي شيء قست غامر جوده ... في الخلق كان أبرَّ منه وأجودا
ما أنت إلا الجوهر الصافي الَّذي ... فاضت به الأشياء حين تولَّدا
فلذاك بتَّ من البريَّة كلِّها ... بجميع أوصاف العلا متفرِّدا
لم نتل آيًا أو حديثًا معجزًا ... إلاَّ وجدناه إليكم مسندا
وضعت بنو العبَّاس أسًّا للعلا ... فرقا أبو العبَّاس فيه وشيّدا
كلأ العباد برأفة نبويَّة ... مضريِّة الإطراق سامعة الصَّدى
ورعاهم منها بعين جفنها ... في حفظ جنب الله بات مسهَّدا
لله درك يا ابن عمِّ محمَّد ... لقد ارتديت من الفخار .....
/177 أ/ ونصرت دين الله ثم أقمته ... فليهن ما فعلت علاك محمَّدا
وجريت في سنن العلاء مشمِّرًا ... حتَّى بلغت إلى مدى عبر المدى
وظفرت بالشَّرف الَّذي ما ناله ... إلاَّك فارق فأخمصيك الفرقدا
واعلم بأنَّك ما بلغت المنتهى ... فيما حباك الله هذا المبتدا
[105]
أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الرزاق بن عبد الملك، أبو العباس.
كان أبوه من أهل قزوين، وابنه هذا موصليُّ المولد والمنشأ.
قرأ طرفًا من العربية على أبي حفص عمر بن أحمد النحوي، وسمع من الحديث جملة، وله قول صالح، ونظم حسن في المقطعات؛ إلَّا أنه عاجز في القصائد، ومقامه بالموصل يكتب بها القصص للناس.
أنشدني لنفسه في الأمير شمس الدين لؤلؤ بن عبد الله أحد الأمراء بمدينة حلب، وقد كبابه الفرس: [من الطويل]
رأى طرفك الميمون بحرًا وضيغما ... وطور حجى عالي الذرى فوق متنه
/177 ب/ ونسكًا ومجدًا مشمخرًا وسؤددا ... وحلمًا حباك الله منه بمنِّه
كما فرقًا إذا لم يطق حمل هذه ... المكارم من ربِّ السَّماح وخدنه
فوقِّيت من دنياك من كلِّ آفة ... ومات الَّذي يشناك كبتًا بضغنه

الصفحة 281