كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وأنشدني له: [من الوافر]
سألت عن انتهالي من شمول ... تباعد بين قلبي والهموم
وقلت حصرت ما أوعيت منها ... بقسطاس محقٍّ مستقيم
فقلت الشُّرب من حمراء صرف ... معتَّقة على صوت قديم
يوفَّر تارةً ويقلُّ أخرى ... على قدر المسامر والنديم
وأنشدني قوله: [من الطويل]
/179 ب/ منيت بما أعيا عليَّ علاجه ... وكنت أنا الجاني فواعجبا منِّي
يقرِّبني شعري من الخصم كلَّما ... ترنَّمه والضِّغن يبعده عنِّي
وأنشدني لنفسه: [من الطويل]
لك الخير إن كان المراد فأغنني ... عقيب التَّمادي بالزَّهيد من البرِّ
فخذ بالرِّضا حظِّي وعجِّل بنائل ... يحيل على طرس العلا قلم الشُّكر
وأنشدني له: [من الطويل]
إذا ما سعى الإنسان في طلب العلا ... وجدَّ ولم يظفر ببعض مراده
جنى كلَّ يوم يجتليه وليلة ... ثمار التأسِّي من غصون اجتهاده
وأنشدني أيضًا لنفسه في إنسان يقلب "التقي": [الطويل]
ألا أيُّها المغترُّ في طلباته ... بكلِّ حسود في كلام منمَّق
إذا شئت أن تقضي مآربك الَّتي ... كلفت بها في مجلس فاتَّق التَّقي
وأنشدني من شعره: [من الخفيف]
ما شربنا من العلوم جليلًا ... ولو أنَّا نريد بيعًا لبعنا
فاتَّبعنا ولو سبقنا إلى ما ... قد منحنا به لكنَّا تبعنا
/180 أ/ وأنشدني لنفسه: [من الطويل]
يقولون عنِّي قد أصاب بأسرهم ... إذا أنا من لفظي نظمت لهم سمطا
وألقي يدي صفرًا عقيب كلامهم ... فيا ليتهم جادوا وقالوا: لقد أخطا

الصفحة 284