كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

[141]
أسعد بن عليِّ بن المبارك بن عبد الغفار بن محمدٍ، أبو القاسم الواسطيُّ، المعروف بابن رشادة الواعظ.
ولد بواسط، وبها نشأ، وتوفي فيها في جمادى الآخرة سنة ستّ عشرة وستمائة. وكان فقيهًا شافعيًا فاضلًا حافظًا للقرآن العزيز، لطيف التكلم في المواعظ؛ له فصول وعظية وشعر.
أنشدني ولده أبو المظفر عبد الله، قال: كتب إلى والدي من واسط، وأنا مقيم يومئذ بالجزيرة العمرية لنفسه من صدر كتاب، وأنشدنيها فيما بعد ذلك: [من الكامل]
أحباب قلبي لا الطَّلاقة بعدكم ... عندي ولا ذاك السُّرور بباقي
جهَّمت وجهًا كان قبل فراقكم ... طلقًا وساءت بعدكم أخلاقي
قسَّمت قلبًا كان غير مقسَّمٍ ... وأرقت دمعًا كان غير مراق
فغدت على الإنفاق كلّ ذخيرة ... ولأدمعي مددٌ على الإنفاق
/250 أ/ دمعًا لو أنَّ الورق تبكي شجوهًا ... يومًا به عطلت من الأطواق
صبرًا على نوب الزَّمان فرُّبما ... سمح الزَّمان برجعةٍ وتلاقي
[142]
أسعد بن أحمد بن موسى بن منصور بن عليِّ بن نصرٍ، أبو المحاسن الإربليُّ الخزندار.
كانت ولادته بإربل، وبها توفي في ليلة الخميس سابع المحرّم سنة ثلاث وعشرين وستمائة، وقد جاوز أربعًا وثمانين سنة.
وكان يتولّى خزانة السلاح بإربل من قبل سلطانها الملك المعظّم مظفر الدين كوكبوري بن علي بن بكتكين- رضي الله عنه-.
وكان شيخًا فكهًا ظريفًا يستظرف أشعاره ويستعذبها من يسمعها.

الصفحة 373