كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أنشدني أبو محمد الحسن بن أفشين بن حسنون الإربلي، قال: أنشدني أبو المحاسن لنفسه من قصيدة ويعرض فيها بنواب مطبخ الملك المعظم مظفر الدين-رضي الله عنه-: [من الكامل]
والعدل عثمان المعنَّى لم يزل ... في المطبخ المعمور خلف المنزل
عيناه إن رمدت تشمُّ دخانه ... تشتمُّ رائحة الطَّبيخ فتنجلي
/250 ب/ ينقضُّ كالشَّاهين إن لاحت له ... زبديَّة السِّكباج حتَّى يمتلي
ويقول: لا شلَّت يدا طبَّاخها ... هذا النَّعيم فلا عدمنا جوسلي
وأنشدني: قال: أنشدني أبو المحاسن: [من الطويل]
إذا كان شعر المرء في أمِّ رأسه ... قليلًا وباقي الرَّأس من شعره قفر
فذاك دليلٌ أنَّه ليس عنده ... من الخير شيءٌ بل بساحته شرُّ
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه يهجو المنتجب إبراهيم بن أبي نصر. وكان هذا رجلًا من المعدلين بإربل، ويلقب مشكي: [من مخلّع البسيط]
رأيت ثورًا على جوادٍ ... ووجهه المكفهرُّ يبكي
فقلت: من ذا، فقيل: هذا ... منتجب الدِّين، قلت: مشكي
وله وأنشدني ولده أبو المجد، قال: أنشدني والدي لنفسه: [من الوافر]
إذا ..... لم يغن عنِّي ... معالجة الطَّبيب ولا الدَّواء
ولا يغني سوى التَّقوى وحبِّي ... بقومٍ شمل ضمِّهم العباء
وأنشدني أيضًا ولده المذكور، قال: /251 أ/ كتب إليّ والدي لنفسه وأنا بالموصل: [من الطويل]
فدتك حياتي والحياة عزيزةٌ ... لأنَّك أحلى من حياتي وأعذب
فلا كان يومٌ لا أرى فيه شخصكم ... فبعدكم عنِّي من الموت أصعب
قال فأجبته بهذين البيتين: [من البسيط]
إذا ذكرتك كاد الشَّوق يقتلني ... وأرَّقتني صباباتٌ وأوجاع
فإن نطقت فكلِّي فيك ألسنةٌ ... وإن سكتُّ فكلِّي فيك أسماع

الصفحة 374