كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وكان ينظم شعرًا حسنًا رائقًا؛ ولي منه إجازة بجميع رواياته ومقولاته من النظم والنثر؛ وله أدب وفضل.
ومن شعره: [من الخفيف]
خلِّ لومي يا لائمي في البكاء ... كلُّ داءٍ رأيته دون دائي
/252 أ/ نح معي ساعةً مع الرَّبع إنَّ الرَّبع أقوى من سادتي الكرماء
هول يوم الفراق فرَّق قلبي ... فرقًا من شماتة الأعداء
لهذ نفسي على الَّذين تولُّوا ... إذ تولَّوا بفطنتي وذكائي
فغرامي من بعدهم لي غريمٌ ... ليس ينفكُّ والسَّقام ردائي
خيَّموا يوم بينهم في فؤادي ... وأقاموا في منزل البعداء
ليس آسي على الحياة لأنِّي ... بعدهم في مراتب الشُّهداء
ومما أنشدني لنفسه: [من السريع]
فعل الفتى يخبر عن أصله ... فاختبر الإنسأن من فعله
ولا تعاتبه على زلَّةٍ ... واحمله إن شئت على جهله
واصبر إذا الخلُّ جفا لا تقل: ... كم يصبر الخلُّ على خلِّه
وأدرج الأيَّام حتى إذا ... ما سأل الدَّهر به خلِّه
إن لم تكن أصلًا بليغ الأذى ... عنك وإلَّا كنت من أهله
وأنشدني الأمير أبو حفص عمر بن أسعد بن عمار، قال: حدّثني أبو التمام بدمشق في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وستمائة /252 ب/ قال: جاءني من سألني أن أعمل له على وزن قول الشاعر:
إن يكن حبلك من حبلي وهى ... فإلى شوقي إليك المنتهى
قال: فقلت بديهًا: [من الرمل]
وإلى رؤياك طرفي طامحٌ ... وإلى غيرك يومًا ماسها
كم أسلِّي النَّفس يا متلفها ... وهي لا تزداد إلَّا ولها

الصفحة 376