كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ولزوم الصَّبر يا منيتها ... وغرامي بك للصَّبر .....
قال لي العاذل: ماذا تشتهي ... قلت: هل غير حبيبي يشتهي
يخجل البدر إذا عاينه ... وتغار الشَّمس ..... .....
إنتهى وجدي به عن صدِّه ... وتناهى بي وعنه ما انتهى
وأخبرني أيضًا، قال: أتاني من سألني وأنا بالجامع أن أضع على وزن بيتي عمر بن الشحنة وهما:
نعم عند الكثيب الفرد والبان وواديه
غزال ثمل اللَّحظ من الشَّوق بناديه
قال: فقلت بديهة: [من مجزوء الهزج]
/253 أ/ وأبكيه إلى أن ضحك الرُّوض بواديه
غزالٌ عزَّ لقيأه ... ومن لي بتلافيه
ووجهٌ سجد البدر له سبحان باديه
أراني الورد من خدَّيه ... والصَّهباء من فيه
فلو عاينه العاذل ما عنَّفني فيه
تعالى الله ما أحلى ... تلافي في تلافيه
وأنشدني أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن حمدان العروضي الموصلي، قال: أنشدني أبو التمام لنفسه ما خلا البيت الأول: [من مخلّع البسيط]
(إن قدَّر الله بالتَّلاقي ... وكفَّ عنَّا يد الفراق)
وعاد عود الوصال غضًّا ... بعودة الأهل والرِّفاق
شكوت ما في الفؤاد منكم ... لتعلموا بعض ما ألاقي
فما لذا البعاد شافٍ ... ولا للسع الغرام راقي
يا سادةً حين فارقوني ... طلَّقت أنسي كلَّ الطَّلاق
صبري من بعدكم تولَّى ... عنِّي وجيش الغرام باقي
/253 ب/ فالجسم في جلَّق مقيمٌ ... والقلب في حيِّز العراق
وإن تصبَّرت قال وجدي ... صبرك هذا من النِّفاق

الصفحة 377