كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

يا لهف نفسي على زمان ... بهم تولَّى عذب المذاق
أمرض بعد المزار عنكم ... قلبي وأضناني اشتياقي
وصرت في أمركم رهينًا ... فخلِّصوني من الوثاق
وعلِّلوني منكم بقربٍ ... قد بلغت روحي التَّراقي
وقال أيضًا: [من الكامل]
أترى الأحبَّة عاقهم مرض ... أم هل لهم في غيرنا غرض
وعدوا الزِّيارة مغرمًا بهم ... لكن حديث الزُّور ينتقض
إن أعرضوا فهم أحبَّتنا ... أو أعرضوا ما منهم عوض
هب أنَّهم غدروا بلا سببٍ ... من ذا على الأحباب يعترض
يا لائمي في حبِّهم سفهًا ... هم جوهرٌ وسواهم عرض
قد خانني الصَّبر الجميل فهل ... من مقرضي صبرًا فأقترض
[145]
أسعد بن نصرٍ، أبو غانمٍ الأبزريُّ.
/254 أ/ كان من بلد بفارس يعرف بأبزر.
وكان فقيهًا جدلًا مناظرًا أصوليًا، درس علم الخلاف وأتقن طرفًا من الحكمة، ونظر في فن الأدب، وإنشاء الرسائل، وصنّف التصانيف مع قوله للشعر.
وكان يميل إلى الأدباء والفقهاء، ويحبّ المناظرة؛ فلما رآه صاحب فارس ماهرًا في العلوم، متبحرًا في فنونها عرض عليه وزارته، فأبى عنها. وكان يعمل عمل الوزارة إلَّا أنه لم يكن يليها. وكان إليه الأمر والنهي والحكم ببلاد فارس أجمع. وكان يلقب عميد الملك. وبقي إلى سنة إثنتين وعشرين وستمائة ثم قتله صاحب فارس.
ومن شعره يقول: [من الكامل]
من للمحبِّ براجل أو فارس ... ينبئه حالًا عن أحبَّة فارس
ينبيه عن غزلانها رأد الضُّحى ... يصر عن لحظًا كلَّ ليثٍ فارس

الصفحة 378