كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أشعاره قطعًا عدّة رويتها عنه. ثم قدم في صفر سنة أربع وستمائة ..... ].
حدّثني الصاحب شرف الدين أبو البركات المستوفي- رحمه الله- قال: قدم علينا أبو المعالي أسعد بن يحيى السنجاري إربل غير مرّة، وقدم أخرى في صفر سنة أربع وستمائة، وقد ساءت حاله، وكان ورد قبلها من حماة وهو حسن الحال كثير التجمل.
ثم قال: وأنشدني لنفسه من قصيدة أوّلها: [من الكامل]
وهواك ما خطر السُّلوُّ بباله ... ولأنت أعلم في الغرام بحاله
ومتى وشى واشٍ إليك بأنَّه ... سالٍ هواك فذاك من عذَّاله
أو ليس للكلف المعنَّى شاهدٌ ... من حاله يغنيك عن تسآله؟
جدَّدت ثوب سقامه وهتكت سرَّ غرامه وصرمت حبل وصاله
أفزلَّةٌ سبقت له أم خلَّةٌ ... مألوفة من تيهه ودلاله
يا للعجائب من أسير دأبه ... يفدي الطَّليق بنفسه وبماله
بأبي وأمِّي نابلٌ بلحاظه ... لا يتَّقي بالدِّرع حدَّ نباله
ريَّان من ماء الشَّبيبة والصِّبا ... شرقت معاطفه بطيب زلاله
كتب العذار على صحيفة خدِّه ... نونًا وأعجمها بنقطة خاله
تسري النَّواظر في مراكب حسنه ... فتكاد تغرق في بحار جماله
/256 أ/ فكفاه عين كماله في نفسه ... وكفى كمال الدِّين عين كماله
وأنشدني الأمير ركن الدين أبو الثناء أحمد بن قرطايا المظفري الإربليّ، قال: أنشدني أبو المعالي أسعد بن يحيى السنجاريّ لنفسه، وعمل هذه الأبيات لمن سأله إياها بالموصل في غلام مليح الصورة اسمه سنجر بباب سلّة مصعب سنة ستّ وستين وخمسمائة: [من الكامل]
لام العواذل في هواك فأكثروا ... هيهات ميعاد السُّلوِّ المحشر
جهلوا مكانك في القلوب فطوَّلوا ... لو أنَّهم وجدوا لوجدي قصَّروا

الصفحة 381