كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

صبرًا على عذب الهوى وعذابه ... فأخو الهوى أبدًا يلام ويعذر
لولا التَّفاوت في المحبَّة لم تبت ... تلتذُّ طيب كرى الجفون وأسهر
بأبي الَّذي حجبت محاسن وجهه ... أشياء فيها ناظري متحيِّر
يا للعجاب بباب سلَّة مصعب ... ظبيٌ ومن أسراه ليثٌ مخدر
متناسب الأوصاف خدٌّ أحمرٌ ... ضرجٌ بحمرته وشعرٌ أشقر
يبدو بقدٍّ كالقضيب أماله ... سكر الصِّبا لله ذاك المنظر!
ويميس كالغصن الرَّطيب يكاد من ... أعطافه ماء الشَّبيبة يقطر
/256 ب/ يا راشقًا غرض القلوب بلحظه ... رفقًا فقتل النَّفس أمرٌ منكر
ما إن عطفت برمح قدِّك طاعنًا ... إلّا وأنت بمن أردت مظفَّر
أصبحت سلطان القلوب ملاحةً ... وجمال وجهك في البريَّة عسكر
طلعت طلائع عارضيك مغيرةً ... بالنَّصر يقدمها لواءٌ أخضر
وتسرَّبت سرب القلوب وأقبلت ... تبغي الأمان ومثل جيشك ينصر
فلأنت أعلى رتبةً من سنجرٍ ... أبدًا يدين لك الورى يا سنجر
وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني لنفسه من قصيدة أولها: [من السريع]
عذاب قلبي فيكم يعذب ... والموت في حبِّكم طيِّب
كدَّرتم صفو حياتي وقد ... لذَّ لقلبي ذلك المشرب
أحبابنا ما كان ظنِّي بكم ... هذا ولا كنت له أحسب
ما لي منكم سادتي مهربٌ ... إلَّا إليكم المهرب
ولا لقلبي عنكم مذهب ... كيف وعشقي مذهبٌ مذهب
لا نلت آمالي من وصلكم ... إن كنت في غيركم أرغب
سلبتم عيني لذيذ الكرى ... وكلُّ من يهواكم يسلب
/257 أ/ كأنَّما قد ذبح النّوم في ... عيني فأجفاني دمًا تسكب
يا بدر تمٍّ برجه خاطري ... مشرقه ليس له مغرب
ما الخمر إلَّا ريقك المشتهى ... والدُّرُّ إلَّا ثغرك الأشنب
يسكرني حين أرى شخصه ... كأنَّني في ناظري أشرب
وتلعب الرِّيح بأصداغه ... وصولجان الصُّدغ بي يلعب

الصفحة 382