كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

قلت لمن يلعب في سلوتي ... بعذله أنت إذًا أشعب
قال: تبدَّى الشَّعر في خدِّه ... قلت له هذا الَّذي أطلب
لا تحسبوه شعرًا إنَّما ... ذا قلتم الحسن به يكتب
هبَّت نسيمات الصَّبا سحرةً ... ففاح منها العنبر الأشهب
فقلت إذ مرَّت بوادي الغضا ... من أين هذا النَّفس الطَّيِّب
هل خطر الظَّاهر يومًا به ... عطَّره من نشره الموكب
أم ذاك من طيب ثنا نشره ... طيب الثَّنا من طيبه أطيب
وأنشدني أيضًا الأمير أبو الثناء أحمد والشيخ أبو المجد إسماعيل بن هبة الله بن باطيش الموصلي الفقيه الشافعي- أيدهما الله تعالى- /257 ب/ قالا: أنشدنا أبو المعالي لنفسه: [من البسيط]
من منصفي من ملول لجَّ في الغضب ... يظلُّ يلعب والأشواق تلعب بي
تناسب الحسن فيه غير مكتسبٍ ... والحسن ما كان طبعًا غير مكتسب
مستعربٌ من بني الأتراك ما تركت ... أيَّام جفوته في العيش من أرب
مناني من لذَّة الدُّنيا بأجمعها ... تقبيل دُّرِّيِّ ذاك المبسم الشَّنب
فديته من حبيبٍ قال مبتسمًا ... دعني من الهزل ما أجني من اللَّعب
لله ليلتنا والشمس دائرةٌ ... على النَّدامى ووجه البدر لم يغب
طافت لحيني كفُّ الأعجميِّ بها ... فكدت أسلب من عقلي ومن أدبي
بكرٌ إذا قرعت بالماء ولَّدها ... بكر السُّرور فيا فخر ابنة العنب
كادت تطير وقد طرنا بها طربًا ... لولا الشِّباك التي صيغت من الجبب
تخالها بيد السَّاقي وقد مزجت ... منثور درٍّ طفا في مائع الذَّهب
أدارها فتغشَّته أشعَّتها ... فخلته غاص في بحرٍ من اللَّهب
فقلت: يا قوم هذي النَّار تحملها ... كفٌّ من الماء هذا غاية العجب
وأنشدني أبو عبد الله محمد بن محمد بن الحسين الرازي، قال: أنشدني أسعد بن يحيى لنفسه: [من الكامل]

الصفحة 383