كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

سلطان أرض الله من ماله ... مقسَّم للحرِّ والعبد
يا ملك الدُّنيا ويا أوحد الوجود يا واسطة العقد
عدلت في العالم حتَّى لقد ... رعيت سرح الشَّاء بالأسد
سر واملك الأرض فإنَّ السُّرى ... تبلغ فيه منتهى القصد
فالشَّمس لولا سيرها دائمًا ... ما طلعت في شرف السَّعد
يا من إذا أوعد يومًا عفا ... ومن نداه سابق الوعد
لا ترض دون السّدِّ قصدًا فما ... مثلك من يرضى سوى السّدِّ
[147]
/261 ب/ أسعد بن إبراهيم بن الحسن بن عليٍّ، أبو المجد النَّشّابيُّ، الكاتب الإربليُّ.
كان مولده بمدينة إربل في صفر اثنتين وثمانين وخمسمائة. وكانت صنعته في ابتداء عمره عمل النشاب فلذلك لا يعرف إلَّا بها.
فارق إربل وخرج إلى البلاد الشامية، وغاب عنها مدَّة، ثم عاد إلى إربل فقلّده الملك المعظّم مظفر الدين كوكبوري بن علي بن بكتكين- رضي الله عنه- كتابة الإنشاء بديوانه، وصار الراتق والفاتق عنده ذا أمرٍ ونهي كبير المنزلة بسيط الجاه، نافذ القول. ولم يزل كذلك في أمره ونفسه حتى قبض عليه الملك المعظم مظفر الدين في شهر رمضان سنة تسع وعشرين وستمائة وسجنه بقلعة كرخين لشيء أبلغ عنه؛ فلما أخذت إربل العساكر المستنصرية أفرج عنه، وذلك سنة ثلاثين وستمائة.
رحل إلى مدينة السلام فتولى بها عملًا جليلًا وكان شاعرًا بذيء اللسان مقدامًا /262 أ/ على الهجو والسب، ذا أهاج سخيفة، وذم فاحش، كثير التعرض بأرباب الدولة وأصحاب المناصب؛ قلّ أن سلم احد من رؤساء إربل وأماثلها من لسانه؛ لأنه

الصفحة 388