كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

لم يرض منتصرٌ ببعض عبيده ... إن شبَّهوه بتبَّع في حمير
ما بات غير المستعين بعزَّة ... في جنَّة من جوده أوعبقري
لو شاء معتزٌّ به أن يملك الدُّنيا رآها خاتمًا في خنصر
نصب السِّراط المستقيم لمهتدٍ ... وأفاض نائله العميم لمعسر
ولكلِّ معتمدٍ ندًى لم يقتر ... ولكلِّ معتضد يدٌ لم تقهر
والمكتفي بعزيمة من بأسه ... يطأ البلاد بكلِّ ليث مخدر
مازال مقتدر المرام وقاهر الأعداء بالجدِّ السعيد الأظهر
فالله راضٍ بالَّذي يرضى به ... إن قال خلقٌ غير هذا يكفر
ترضاه تقوى المُتَّقي ولكل مستكف بنائله كنوز الأبحر
فاز المطيع له فطائع أمره ... يومًا متى أصفى السَّريرة يؤجر
ملك البلاد فكان أقدر قادرٍ ... ولحكمة قد دان كلُّ مقدّر
ما شأنه إذ كان قائم هديه ... متقدِّمًا في عصره المتأخِّر
فالمجتدى من جوده المتوفِّر ... كالمقتدي بعلائه المستظهر
وإذا استقلَّ بقوَّةٍ مسترشدٌ ... وجد الهداية مثل لمحة منظر
/263 ب/ هو راشد للمقتفي ومساعدٌ ... للمعتفي ومعاندٌ للمجتري
هذا الَّذي أضحى الزَّمان بعزمه ... مستنجدًا في الحادث المستنكر
وإذا ادلهمَّ الخطب كان مساره ... للمستضيء ضياء صبح مقمر
لله سيفٌ منه ناصر دينه ... وبغيره دين الهدى لم ينصر
فاليوم برهان النُّبوُّة ظاهر ... بخلافة المستنصر المستنصر
جدٌّ تقاعست النُّجوم لعزِّه ... لو بيع كيوانٌ لكان المشتري
أو عاين المرِّيخ حمرة بأسه ... جعلته هنَّته بلون أصفر
قد بان سر الله فيه وقد دنا ... أمد المنى ظفرًا بعزم مظفَّر
ويد المعجزة أدلة نصره ... في قهر كلِّ مخالفٍ متجبِّر
قهر العداة ولا انتضى عضبًا ولا ... فتقت له ريح الجلاد بعنبر
ومنها:

الصفحة 390