كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ضلَّ الخوارزمي من بلواه في ... صمِّي صمام وذلة المتجبِّر
وكفى جميع الأولياء قتاله ... وارتاح كلُّ مطهَّمٍ ومضمَّر
سبيت حلائله وأضحى ملكه ... هملًا ونبت مناه لم يتأزَّر
وتشرَّذمت أنصاره وتمزَّقت ... أعوانه في كلِّ برٍّ مقفر
/264 أ/ جدٌّ له عقد الملائك رايةً ... بالنَّصر دائمةً دوام الأعصر
وأنشدني لنفسه يمدح الملك المنصور أبا سعيد زنكي بن أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنكي بن أقسنقر-رحمه الله تعالى-: [من الخفيف]
يا لقومي قد جئتكم مستجيرا ... لا أرى منكم وليًّا نصيرا
أنا ما بين عاذل ورقيبٍ ... منهما خلت منكرًا ونكيرا
بأبي شادنٌ تبدَّى فأبدى ... من محيَّاه بهجةً وسرورا
وعذارٌ في ذلك الخدِّ أبدى ... منهما الحسن جنَّةً وحريرا
وثنايا كأنَّها من لجينٍ ... قدَّروها في ثغره تقديرا
لا رعى الله يوم زمُّوا المطايا ... إنَّه كان شرُّه مستطيرا
أودعوا حين ودَّعوا الصَّبَّ وجدًا ... ونأوا والقلوب تصلى سعيرا
وأسالوا الدُّموع من نرجسٍ غضٍّ على الخدِّ لؤلؤًا منثورا
فغدا الصَّبُّ يرتضي الحبَّ دينًا ... ويرى ناظر السُّلوِّ حسيرا
وهدي قلبه السَّبيل فإمَّا ... صابرًا شاكرًا وإمَّا كفورا
ملكٌ أشرقت به ظلم الدَّهر فأضحى لنا سراجًا منيرا
/264 ب/ صمَّ سمعي عن الملام كما صرت بمدحي زنكي سميعًا بصيرا
وأرانا نواله وسطاه ... فرأينا منه بشيرًا نذيرا
أنا ساعٍ داعٍ له بدوام الملك ما زال سعيه مشكورا
كم سقى سيفه شرابًا حميمًا ... وسقى سيبه شرابًا طهورا
سرِّح الطَّرف في ذراه ترى ثمَّ نعيمًا به وملكًا كبيرا

الصفحة 391