كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وتب إليه تجد كريمًا ... يجزي على السَّيِّئات حسنا
ما دام ما كنت أمس فيه ... أيضًا وهذا يزول عنَّا
وأنشدني لنفسه في سعد الدين /266 ب/ ابن عبد العزيز الدمشقي- طبيب الملك الأشرف موسى- وكان قد حجّ: [من مخلّع البسيط]
حجَّ سعيد الطَّبيب عامًا ... وهو من الإثم غير ناجي
ما حجَّ إلَّا يتوب ممَّا ... قد قتل النَّاس بالعلاج
لا يقبل الله منه حجًّا ... لأنها حجَّة المداجي
وأنشدني لنفسه في يعقوب غلام سراج الدين الكندي، وقد رحل إلى بغداد وامتدح أمير المؤمنين الظاهر بأمر الله- رضي الله عنه-: [من المنسرح]
قالوا النَّجيب الكنديُّ صار له ... شعرٌ لمدح الإمام مولانا
وقد حباه منه بجائزةٍ ... على هذا يا ليت لا كانا
فقلت لا تعجبوا فسيِّدنًا ... يجزي على السَّيِّئات إحسانا
وأنشدني لنفسه في أصحاب الديوان بإربل: [من الخفيف]
قد قسمنا الدِّيوان خمسة أقسامٍ عليها لكلِّ قولٍ دليل
ربَّ حقٍّ ولا يطاع ومنسوب إلى الظُّلم قوله مقبول
ثم شخصٌ كأنَّه الحرف في النَّحو فلا فاعلٌ ولا مفعول
/267 أ/ ومصرٌّ على التَّجنُّف والظُّلم ... بعيدٌ عن الصواب جهول
وأخو حاجةٍ يمشي أحوالًا ... لديه إن جاءه البرطيل
أتراهم لم يعلموا أنَّ كلًا ... منهم عن فعاله مسؤول
وأنشدني لنفسه يحرض الوزير أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن أبي حرب ابن الوالي الموصلي، وهو يومئذ يتقلّد وزارة الملك المعظم مظفر الدين كوكبوري صاحب إربل- رضي الله عنه- حين عمل الحساب وحبس جماعة من الديوان:
[من مجزوء الرجز]
جماعة الدِّيوان في ليلةٍ سخطٍ مظلمه
وقد غدت أيدي الوزير منهم منتقمه

الصفحة 394