كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

لا رحم الله الَّذي ... يرحم قومًا ظلمه
وأنشدني أيضًا من شعره فيهم: [من المتقارب]
جماعة ديواننا أصبحوا ... وهم في العذاب لسوء الحساب
فإن كان يرجو الوزير الثَّواب ... فقتلهم من جزيل الثَّواب
وأنشدني أيضًا لنفسه: /267 ب/ لما حبس يعقوب بن إسماعيل النصراني البابوري مشرف ديوان إربل، وتولّى المختص أبو الحسن بن القابض النصران مكانه عارض الجيش: [من الطويل]
فرحنا بيعقوب اللَّعين وحبسه ... وقلنا أتانا ما يطيب به القلب
فلمَّا ولي المختص فالكل واحد ... إذا ما مضى كلب أتى بعده كلب
وقال في البابوري أيضًا يهجوه: [من السريع]
قد خسرت دولة من يرتجي ... عندك يا يعقوب إصلاحها
وكم أجيجت إربلٌ مرَّةً ... وغير تدبيرك ما اجتاحها
وإن أقل أحسنت مستهزئًا ... يا صدر بابوري وفلَّاحها
وقال أيضًا فيه: [من المتقارب]
عجبت ليعقوب في قوله ... بأنَّ الكفاية فحوى حسابه
وردَّ العمارة في إربلٍ ... وتلك العمارة أقصى خرابه
وقد رفع المال لكن إليه ... وشال الجباب بلى في جبابه
وقال أيضًا فيه: [من الكامل]
/268 أ/ يا أيُّها الملك المعظَّم إنَّها ... لمشورةٌ ونصيحةٌ لا تهمل
يعقوب قد نهب البلاد وضعضع الأجناد واستغنى غناءً يذهل
فاعجل عليه بقبضه فلرُّبما ... هو لا خلاف بقبض مالك أعجل
وقال أيضًا وكتبها إلى الأمير ركن الدين- أدام الله أيامه-[من الطويل]
فديتك إدلالي عليك تقرُّب ... إليك وهذا الفضل أنت به أحرى
جعلتك دون النَّاس ذخري وعدَّتي ... فلم أبق للحظِّ احتجاجًا ولا عذرا
وإن سرت عنَّا قبل إنفاذ كسوتي ... فلا شكَّ يا نجل الأكارم أن اعرى

الصفحة 395