كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وأنشدني لنفسه أيضًا: [من الطويل]
يقولون لي لمَّا رأوا ربَّ بغلة ... ترى من نراه بعد نحسٍ قد استوى
فقلت لهم لم تعرفوه فإنَّه ... ..... بيَّاع المكانس والنَّوى
وأنشدني قوله في أبي علي بن صالح وقد لبس خلعة وقلّد أشراف الديوان بإربل: [من المتقارب]
رأيت ابن صالح من جهله ... يتيه اختيالًا بلبس البرود
فقلت له لو بإستبرق ... تقمَّصت ما أنت إلَّا يهودي
/268 ب/ وأنشدني لنفسه أيضًا: [من الوافر]
لقد أهدى الوزير لنا طعامًا ... بليل حين رمنا أن نناما
فجاء وقد أكلنا والتقينا ... على شبع وقد كنَّا صياما
وأعطينا الغلام دريهماتٍ ... على كرهٍ ليحسبنا كراما
ففرَّقنا الطَّعام بغير معنًى ... وضيَّعنا الدَّراهم والطَّعاما
وأنشدني لنفسه: [من الخفيف]
نبِّه الظَّبي من كناس النُّعاس ... إنَّ داعي الصَّبوح قدحة غاسي
أوما تنظر الثُّريا وقد ولَّت إلى الغرب رخوة الأمراس
ولقوس السَّماء عن بندق الشُّهب مرامٌ والبدر كالبرجاس
وعمود الصَّباح قد خلقوه ... حين زاد الضِّياء كالمقباس
وعلى الشَّرق أسودٌ باسمٌ يرفع منه سترًا من الدِّيماس
وكأن الغرَّار قد حمل المشعل ... يدعو بيقظة الحرَّاس
فاصطحبها حمراء تظهر في الكاسات ضوء المشكاة بالنِّبراس
بنت خدر تسبي فتحمرُّ حتَّى ... تغتدي من حبابها في لباس
ثمَّ تصفرُّ حين يفتضُّها الماء كذا البكر ساعة الافتراس
/269 أ/ ما جلتها السُّقاة إلَّا غدا ... الشَّرب لنهب الأفراح في الأعراس

الصفحة 396