كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

فكم عليها البسيط قد سمع القوم فقاموا بنفض .....
/270 أ/ وطالبوا الدَّور والتَّسلسل في ... مسألة البيع خوف إمكاس
.. الصَّفا في منى الطَّواف بها ... حتَّى تحلَّ الإحرام للحاسي
فكم نحرنا زقًّا وقد نفر النَّوم برمي الجمار في الطَّاس
وإن نحا نحوها النَّديم رأى ... للهمِّ رفعًا بضمَّة الكاس
فصرفها كم صرفت من جملٍ ... وعلَّة الصَّرف جمع وسواس
مديد أفراحها ووافرها ... وزنت فيه عروض إفلاسي
ينظم منها الحباب نظم أبي الطِّيب كافور يوم أعراس
جبرت في جذورها الكسور وقد ... ضربت أسداسها بأخماس
وكان منها مثلَّثًا يستوي الأضلاع منه من بعد أنكاس
ساعاتها يستعير منها أبو الرَّيحان فضل الذَّكاء في النَّاس
فهي بلا شكَّ شمس كأسٍ ... لا تكسف إلَّا بعقدة الرَّاس
شفت بقانونها القلوب وكم ... أبدت بمغنى الشِّفاء من آسي
بياض إبريقها وحمرتها ... ولَّدت منه اجتماع إيناسي
بربع بغداد بع أفضل خلق الله طرّأ من آل عبَّاس
وصاحب العصر والزَّمان أبي ... جعفر ربِّ النَّوال والباس
/270 ب/ والفتح والنَّصر والشَّفاعة يوم العرض حقًّا والمحتد الرَّاسي
مستنصرٍ أصبحت خلافته ... تحيي البرايا من بعد إرماس
قام به الدِّين حين قام وطرف الشِّرك من خوف بأسه خاسي
هدايةٌ ضوء نور كوكبها الدُّرِّيِّ مشكاته بنبراس
كسا الوى جوده وأطعمهم ... فخاطبوه بالطَّاعم الكاسي
فصفو إنعامه بلا كدرٍ ... وهو رجاء المنى بلا ياس
وبذله مسرفٌ بلا عددٍ ... وعدله قائمٌ بقسطاس
سيرته تبهر العقول فكم ... أتعب فيها قياس قيَّاس
قد نسخت سيرة الألى ويرى ... نسخها ألف ألف كرَّاس
وطهَّر الله عرض مادحه ... وقوله من عروض أدناس

الصفحة 398