كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وضدُّه من سطا مهابته ... في قعر بؤسٍ وضنك إبلاس
وملَّة الحِّق عند ناموسها الأعظم محروسةٌ بحرَّاس
لولا الأماني فجود راحلته ... ما عرِّيت عن سواه أفراسي
واليوم عامي عام أيماث به ... من بعد ما كان عام عمواس
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الوافر]
/271 أ/ وكم من قائل هل من كريمٍ ... أراه فحسرتي ألقى كريما
فقلت له: كريمٌ ما تراه ... ولكن كيف درت ترى لئيما
وحدّثني أيضًا، قال: كنت جلدت جزءً أودعته مدائح أمير المؤمنين المستنصر بالله- خلّد الله ملكه- وكان في يدي جزء من الربعة الشريفة أقرأه، فأردت أن أحمل جزء المديح يوم الهناء فحملت جزء الربعة، ثمَّ بعد ذلك علمت أنني قد سهيت فكتبت إلى المولى الوزيرر نصير الدين- عزّ نصره- أعتذر:
[من الطويل]
عجبت وقد أودعت جزءً مدائح الإمام أهنِّيه بعيدٍ به أتَّصل
فحاولت حمل الجزء يوم هنائه ... فسابقني القرآن عن مدحه بدل
ولم يك سهوًا إذ تبدَّل مدحه ... بجزءٍ من القرآن كي يحدث الخجل
وقد كان بالقرآن أولى مدائحًا ... لأنَّ كتاب الله في حقِّه نزل
وقال في المعنى: [من البسيط]
قال من النَّصر قد وافيت أشرحه ... والفأل فيه لنصر الله برهان
/271 ب/ قد كنت أقرأ في جزئين ضمِّن ذا مدح الإمام وجزءٍ فيه قرآن
فجئت أحمل جزء المدح أعرضه ... يوم الهناء ولي في عرضه شان
فما أراد كتاب الله يسبقه ... شعرٌ إلى مدح مولانا وأوزان

الصفحة 399