كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

بأبه الكعبة للعافين والرُّكن اليماني
لأمير المؤمنين المدح في السَّبع المثاني
لأمير الجود في كلِّ مكانٍ وزمان
كم عفا عن ذنب جانٍ ... بندى حلو المجاني
/272 ب/ أبدًا لا زال مسرورًا بإقبال الزَّمان
يتملَّى ألف عامٍ ... ثمَّ ألفًا باقتران
ما دعا لله داعٍ ... في صلاةٍ وأذان
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الطويل]
أليس عجيبًا أنَّ بغداد قد حوت ... خلائق لا تحصى ولم تحنو منعما
ولولا أمير المؤمنين وجوده ... لما جاءها خلق عليها مسلِّما
وأنشدني أيضًا من شعره في الشيب: [من الكامل]
زمن الصِّبا ما كنت إلَّا زائرًا ... كانت زيارته كلمحة بارق
غمَّضت جفني في التَّصابي ساعةً ... وفعته فرأيت شيب مفارقي
فكأنَّ شيبي لم يزل وكأنَّما ... كان الشَّباب خيال طيفٍ طارق
كان الشَّباب دخان عشق شبابه ... سرر المشيب لحزن عشق العاشق
قد كنت زوَّجت الصِّبا أمُّ المنى ... فعدت ..... ..... طالق
وخشيت من وقع المشيب فعندما ... وافى خشيت ..... بلون مفارقتي
لو كان ينفعني البكاء على الصِّبا ... لبكيت من شوق له بشقائق
هيهات تستدني قطاف شبيبةٍ ... بعد الذُّبول وحصد عمرٍ خافق
/273 أ/ قد كان لهوي للشَّباب موافقًا ... واليوم عند الشَّيب غير موافق
ما أقبح الشَّيخ الكبير إذا اغتدى ... يصبو بأهيف أو بخودٍ عاتق
وإذا انقضت ستون عامًا للفتى ... قالت منيَّته أرراك معانقي
وأنشدني لنفسه، وحدثني- من لفظه- قال: اجتمع عندي جماعة من الفضلاء ذكر أحدهم، أنه لما نزل شرف الدين معد بنهر عيسى نظم فيه الشعراء يهنئونه، فلم يستحسن سوى قول شاعر، كان طبقة بغداد في الشعراء، إذ قال من جملة قصيدة

الصفحة 401