كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

موسومة بنهر عيسى: [من مجزوء الكامل]
يا نهر رد من بحره ... إن كنت تحذر أن تخيسا
قال: فنظمت هذه الأبيات ارتجالًا حين قدم الأمير ركن الدين أبو شجاع أحمد بن قرطايا- أدام الله علوّه- وقد قدم من اقطاعه التي ببلاد واسط يهنئه بقدومه ويمدحه: [من مجزوء الكامل]
أهلًا بمقدم من غدا ... يحي بمقدمه النُّفوسا
/273 ب/ يا نهر عيسى قد أتى ... ملك آيات موسى
كم قد تلقَّف سيفه ... في يوم بغراس الرُّؤوسا
يا نهر قد جاورت بحرًا يقذف الدُّرَّ النَّفسيا
ذا بحره أبدًا يدوم وأنت قد تمسي تمسيا
وكذا شريعة أحمد ... نسخت قديمًا شرع عيسى
قدم الأمير فقد غدًا ... ربعي بمقدمه أنيسا
ولبست بالأفراح عند لقاء خدمته لبوسا
ورأيت للإقبال ..... ... طلعته شموسا
وأنشدني أيضًا لنفسه في سنة تسع وثلاثين وستمائة: [من المتقارب]
ترى أنت يا مهجتي مستفيقه ... من الحبِّ أم أنت فيه عريقه
عجبت لقلبي أسير الغرام ولي عبرةٌ من جفوني طليقه
وبي رشا جلًّ في حسنه ... بما حازه من معانٍ دقيقه
تجمَّع في وجهه ستَّةٌ ... غدت كالحديقة عند الحقيقه
ففي ثغره الطَّلع والأقحوان وفي خدِّه وردةٌ في شقيقه
/274 أ/ وفي لحظه نرجسٌ والعذار كزرع البنفسج حول الحديقه
وفي الرَّوض يحسن شرب المدام وفي ثغره من مدامٍ رحيقه
وفي نون حاجبه مشقةٌ ... بها ابن هلال أجاد الطَّريقه
وقد أوسع البخل من وعده ... ولم لا يكون وفي العين ضيقه

الصفحة 402