كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

فيا حكم الحسن لم قد كتبت بخطِّ العذار علينا وثيقه
وليس لإقرارنا حجَّةٌ ... ولا قدرة الصّبِّ منا مطيقه
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الطويل]
أماط لثامًا والدُّجى مثل شعره ... طويلٌ فأبدى ثغره مثل فجره
وماس فخلنا البدر فوق أراكة ... على دعص رملٍ قدَّ من ضعف خصره
وضمَّ له جيبًا فحاولت فتحه ... بنصب احتيال يستعان لجرِّه
لأقطف رمَّان النُّهود ففتَّ من ... دموعي حبًّا أحمرًا فوق حجره
وعانقت ..... ..... ... كسلك جمان دائر حول نحره
يغيب فأقفوا إثره فيدلُّني ... على الأرض رسمٌ من مساحب شعره
رأيت حبيبًا من ثناياه ناظمًا ... زهيرًا كأنَّ الحسن شاعر ثغره
ومن عجب يهدي بضوء جبينه ... وذاك الهدى يبدي لنا كفر هجره
/274 ب/ ترى لون ذاك الخال من فوق خِّده ... غدا أسودًا لمَّا اصطلى حرَّ جمره
أم الخال قد أضحى بلالًا مؤذِّنًا ... لطلعة شمس ظنَّنها وقت ظهره
وما عجبي إلَّا لفرعون لحظه ... ويعجز موسى الخال عن دفع سحره
ومن جفنه ما سلَّ سيفًا لفتنةٍ ... من اللَّحظ إلَّا رام قتلًا بأسره
وأحسب ذاك السَّيف في كفِّ أحمدٍ ... بنغراس أعطاه مقاليد نصره
أعاد وجوه الكفر سودًا ببيضه ... وغادر شهب الخيل حمرًا بنصره
فتًى كملت أوصافه فسما به ... فخارٌ يسامي كلَّ فخر بفخره
وأصبح ركن الدِّين ركني وقد غدا ... به ..... ..... بأزره
[148]
أسعد بن أبي نعيمٍ الوراوي الأذربيجانيُّ.
كان من الشعراء المقدمين في صنعة الشعر الفارسي وحيدًا في فنّه، مشارًا إليه؛ وديوان شعره كبير. وكان- مع ذلك- فقيهًا شافعي المذهب له يد في علم الأصول

الصفحة 403