كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

الكثيرة، وسمع الحديث واشتغل بالأدب نحوًا ولغةً، وقد نظم مثلث قطرب في قصيدةٍ مزدوجة مدح بها المستنصر بالله أولها: [من الرجز]
يا قاتلي بالصَّدِّ والهجران ... وملهب الأحشاء بالنِّيران
ومسلمي ظلمًا إلى الأحزان ... مهلًا ترفَّق بالأسير العاني
* * *
فدمعه فوق الخدود غمر ... وصدره ما حلَّ فيه غمر
وقد ضني ممَّا يلوم الغمر ... فهو سقيم القلب والجثمان
* * *
وحيِّ إن مررت بالسَّلام ... ترم العدا إذ ذاك بالسِّلام
حين يروا الإيماء بالسلام ... أكرم بها من أحسن البنان
ومن مديحها:
ناديته والشَّوق قد برَّح بي ... وازداد من عظم التَّجافي عطبى
صلني فقال: يا قليل الذَّهب ... ما ها هنا عندي سوى الحرمان
* * *
فقلت للقلب ارجعن عن هذا ... وامدح أبا جعفر الملاذا
من جوز دهرٍ للأنام آذى ... طاعته إرادة الرَّحمان
* * *
خليفة في كفِّه بحار ... طاميةٌ ليس لها قرار
/276 ب/ أمطارها على الورى نضأر ... تعمُّ كلَّ نازحٍ وداني
* * *
أجلُّ من قدِّم للإمامه ... من كلِّ ملك قد مضى أمامه
أيَّامه في الدَّهر كالعلامه ... تسمو على الأوقات والأزمان
* * *
مؤيَّدٌ منتجب الأعراق ... مكمَّل مستحسن الأخلاق
مستنصرٌ مؤتمن الإرهاق ... إذا اعتزى ينمى إلى عدنان
* * *

الصفحة 406