كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

كان مولده ببغداد سنة تسع وأربعين وخمسمائة. وتوفي بها يوم الثلاثاء ثامن ربيع الأول سنة عشرين وستمائة.
تلمذ في الفقه لأبي الفتح نصر بن فتيان بن مطر النهرواني المعروف بابن المنِّي, وأبو عبد الله يعرف بابن الرفا, وابن الماشطة. وكان فقيهًا حسابيًا واعظًا مصنّفًا متوحدًا في علم الخلاف والأصول والنظر والجدل.
ناظر وأفتى ودرس حتى برع في جميع ذلك, سمع الحديث من جماعة, وصنَّف كتبًا مفيدة منها في الخلاف كتاب سمّاه "جنَّة الناظر وجنَّة المنظر", وكتاب في الجدل سمّاه "نور المصباح في بيان الاصطلاح", وكتاب "صحيح المنقول وصريح المعقول", وكتاب"الأربعين مسئلة في الخلاف", وكتاب"الموجز في الفرائض", وكتاب"الإيجاز في تفسير الإعجاز" وهو تفسير القرآن العزيز, وإلى غير ذلك.
أنشدني ولده أبو طالب عبد الله بمدينة إربل في شهر شوال سنة خمس وعشرين وستمائة, قال: أنشدني والدي لنفسه: [من المتقارب]
/280 ب/ أجرني إلهي فدائي عضال ... وقد طال سقمي وطال المطال
وحار الأساة ولو أدركوا ... دواءً لداء بجسمي لقالوا
وملَّ زيارتي العائدون ... وأهل المودَّة حالوا ومالوا
وأنت الذَّخيرة للحادثات ... إذا أعرضوا جملةً واستقالوا
فجد لي بما أنت أهلٌ له ... فلم يبق منَّي إلاَّ الخيال
وإلاَّ تذرني لقًى للهوان ... فراجيك ياسيِّدي لا يذال
وإن كنت أسأل طبًا سواك ... فتعليل قلب به واشتغال
فأنت الطَّبيب وأنت الحبيب ... وأنت المجيب وأنت المال
فشكرًا وإن حملت أضلعي ... سقامًا تدكدك منه الجبال

الصفحة 412