كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وأنشدني, قال: أنشدني لنفسه في السنة التي توفي فيها: [من الطويل]
دليلٌ علي حرص ابن آدم أنَّه ... ترى كفُّه مضمومةً وقت وضعه
ويبسطها عند الممات إشارةً ... إلى صفرها ممَّا حوى بعد جمعه
وأنشدني أيضًا, قال: أنشدني والدي لنفسه: [من البسيط]
عددت ستَّين عامًا لو أكون على ... تيقُّنٍ أنُّها الثلثان من عمري
/281 أ/ لساءني أنَّ باقي العمر أيسره ... وآخر الكأس لايخلو من الكدر
[155]
إسماعيل بن يحيى بن أحمد بن مكابر بن الحسين بن محمد بن عبد العزيز, أبو محمد النيلىُّ العنزيُّ النفّريَّ.
من قرية نفَّر زعم أن أصًله منها.
كان شاعرًا فاضلًا, راوية للأشعار حافظًا جملة كثيرة منها, عارفًا بالتورايخ وأنساب العرب وأيامها. وتوفي سنة تسع وستمائة.
أنشدني الوزير الصاحب شرف الدين أبو البركات المستوفي- أدام الله توفيقه- قال:
أنشدني أبو محمد لنفسه: [من الطويل]
ألا من لنفس ما يكلُّ نزوعها ... وعبرة عين مايكلُّ هموعها
وقلبٍ أذابته الكآبة كلَّما ... بدا من بروق الجامعين لموعها
أهضب الحمى هل من سبيل إلى الحمى ... وهل دارنا بالنِّيل تدنو شموعها
وهل لليالينا بشرقيِّ بابلٍ ... رجوعٌ ومن لي أن يحين رجوعها
إذا ما تذكًّرت العراق وأهله ... رقا الدَّمع من عيني وفاض نجيعها
/281 ب/ ومنها يقول:
أأحبابنا إن شطَّت الدَّار أو غدا ... وصول الإخا بالبعد وهو قطوعها

الصفحة 413