كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وفي أيَّامه يغشي النَّوال ... لأهل الرَّيَّ وأخضرَّ القفار
وعلَّى للمعالي والأماني ... بيوتًا ما يساميها الفخار
وأحيا من رسومٍ كان ماتت ... لأهل العلم في تلك انتصار
أيحصي فضله الإنسان عدّا ... وهل تحصي الرِّمال أو القطار
فدهري قد رماني بالرَّزايا ... وعزُّ الدِّين كهفي والجوار
يحوز القاصدون البحر درًّا ... وقصدي من أياديه بحار
[157]
إسماعيل بن إبراهيم بن صدقة /282 ب/ الموصليُّ, المعروف بابن ظبية الخبّاز.
وظبية هي أمُّه لا يعرف إلاَّ بها.
قيل إنَّه كان خبازًا في ابتدائه, فصرف همته إلى الشعر والأدب, وله أشعار مستجادة في المديح والغزل. ثم صار متصرفًا للأمراء في أشغالهم. ومات سنة ستّ وستمائة.
أنشدني الحاجي أبو العّز يوسف بن محمود بن سلطان الموصلي, قال: أنشدنا إسماعيل بن ظبية: [من المديد]
ظاعنٌ والقلب في أثره ... يقصص الأقطار في سفره
رشاٌ للبدر سنَّته ... وشعار اللَّيل من شعره
مستطيلٌ في ملاحته ... متناهي البند في قصره
عجب الرَّاؤون من نمشٍ ... بان في خدَّيه أو أثره
وهو نار الصَّبِّ سعَّرها ... بتجنِّيه على سكره
قابلت ماءً بوجنته ... فانطفا ما طار من شرره

الصفحة 415