كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وقال أيضًا في غلام في خدّه قوبة: [من الكامل]
/283 أ/ يا ليت قوبته الَّتي عبثت به ... وعلت سوادًا فوق حمرة ورده
جعلت سوادًا فوق أسود ناظري ... قدر السَّواد على صحيفة خدِّه
أنشدني أبو سليمان داود بن محمود الإربلي، قال: أنشدني ابن ظبية لنفسه:
[من الكامل]
تمنَّى فما كلُّ السَّرى إعناق ... راح الهوى وتخلَّص العشَّاق
أسروا وسلطان الغرام مطاوعٌ ... لك والقلوب إلى رضاك تساق
وحسام جندك في القلوب محكَّمٌ ... ولمقلتيك الأمر والإطلاق
وبوجنتيك من الملاحة روضةٌ ... ماء الحياة بضميها رقراق
تستعبد الأحرار وهي دقيقةٌ ... وتفلُّ بيض الهند وهي رقاق
ما لان إذ لسواك يجتلب الأسى ... ولغير حسنك ..... الأشواق
جهلًا يذكِّرني بأيَّام الصَّبا ... والعيش غضٌّ للزَّمان نطاق
ألَّا عدلت وإنَّ ملكك مثل ما ... عدل المليك الواهب الغيداق
لمجاهد الدِّين المليك مآثرٌ ... حليت بها الآفاق والأعناق
فلهنَّ في تلك البلاد مراقبٌ ... ولهن في أعناقا أطواق
يثنى ثناه معطَّرًا بفعاله ... فبكلِّ ناحية له استنشاق
/283 ب/ نفق المديح عليه بعد كساده ... ثمَّ اقتناه فقامت الأسواق
يهب العتيق على العتيق وينثني ... وله عتاقٌ كلُّهنَّ عتاق
مولاي دعوة مخلص في حبَّه ... لا مدَّع فيها ولا مذَّاق
ما كان ترصيف القريض شعاره ... وله الوجيز وغيره أخلاق
بل أنت مغناطيس كلِّ فضيلةٍ ... فالنَّظم يعذب والقريض براق
فلذاك أصبحت المدائح دأبه ... لا مجتد فيها ولا سرَّاق
فاسلم جديد الجدِّ في درج العلا ... راقٍ إلى غاياتها سبَّاق

الصفحة 416