كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

[158]
إسماعيل بن سودكين بن عبد الله، أبو الطاهر المصريُّ.
كانت ولادته بمصر سنة ثمان أو تسع وسبعين وخمسمائة.
وكان والده أكبر أمير في دولة الملك العادل نور الدين أبي القاسم محمود بن زنكي بن آقسنقر- رضي الله عنه- وحدثني، قال: كان والدي: رجلاً أرمنيًا صار إلى الملك العادل وتعلق بخدمته وأمره، وتقدّم ..... عنده فنسب إليه فطعن جماعة /284 أ/ من الناس، أنه أشتراه من ماله، وأنه من عتقائه، وليس بصحيح؛ وما دخل والدي قطّ تحت رق أبدًا.
وأبو طاهر ترك ما كان عليه في الجندية، وخالط الفقراء والصالحين وصحب ذوي الأحوال، وسمع الحديث بعدة مدن منها على الشيخ أبي الفضل محمد بن يوسف بن علي وغيره وبدمشق. وله أشعار على طريقة أولي المعارف والسلف. هاجر إلى مدينة حلب واستوطنها؛ وله أشعار غزيرة.
أنشدني لنفسه: [من الخفيف]
إن تبدَّلت بي فلا [أ] تبدَّل ... يا ملولًا وحبُّه ليس يملل
ويح قلبي ادَّعى الجلادة عنهم ... وإذا لاح بارقٌ يتملل
ونسيم من الأحبَّة هبَّت ... حبَّذا ريحهم وما تتحمَّل
نفحةٌ رنَّحت شمائل صحبي ... أشمولٌ هزَّتهم أم شمال
غازلتنا بذكرهم ففهمنا ... عن نسيم الأحباب ما يتغزَّل
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من المتقارب]
إذا ذكر الجود جود الملوك ... فحيَّ على كرم الأشرف
فيا ليته مع جودٍ له ... على جوهر النَّفس لم يسرف

الصفحة 417