كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أنا أولى بنار شوقي ووجدي ... ولهيبي بحبِّهم أنا أولى
ياشقيقي لا تغترر بالتَّمنِّي ... وتظنَّ الحريق بالنَّار سهلا
/285 ب/ وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الرمل]
يا نسيمًا هبَّ مشكورًا لدي ... اهدت الأشواق مسراه إلي
وبريقًا لاح من حبِّهم ... حاكيًا ذاك السَّنى من محجري
آه شوقي إلى من قد غدا ... بصري يلقاهم في كلِّ شي
وإذا لم يجتليهم ناظري ... أيُّ نفع لي إذًا في ناظري
قرَّة العين بهم في نقطةٍ ... لست موقوفًا على ....
وسماعي طيَّب ألحانهم ..... ... ..... الأحباب تتلوها علي
لو خلا سمعي عنها نفسًا ... لاعتراني صممٌ في مسمعي
ما تشفَّعت بنايٍ مطرب ... ليعود الوجد بعد الموت حي
بل وجودي مطلقٌ لي أفقي ... قد طوي النَّعمة والألحان طي
قدم العهد بجيران النَّقا ... وهو اسمٌ مستجدُّ يا أخي
كلَّ يوم لي شأنٌ في الهوى ... لا خلوت الدَّهر من هذا الهوي
ليس عندي مللٌ في حبِّهم ... ذاك بعد الرُّشد للعشَّاق غي
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الطويل]
وحقِّك مذ فارقت شخصك لم أر بألطف من تلك الشَّمائل ابحرا
/286 أ/ لقد ظلم الأوصاف منك مشبِّهٌ ... لها بالنَّسيم البابليَّ إذا سرى
وفيك الَّذي لم تشهد العين مثله ... ولم تسمع الآذان عنه مخبِّرا
جمالك فيَّاضٌ على كلَّ ناظرٍ ... جمالًا به ذاك المحلُّ تنوَّرا
يرى كلُّ طرفٍ منك معنٌى بقدرة ... وحسنك يأبى أن يحاط ويحصرا
ففي كل ِّجزءٍ منك يشهد جنَّةً ... ويبصر بدر التَّمِّ فيه مصوَّرا
وأنشدني لنفسه: [من المتقارب]
خليلي إن جئت كثب اللِّوى ... فعرِّج فديت علي رنده
ورد منهلًا طال عهدي به ... وإنِّي لظامٍ إلى ورده

الصفحة 419