كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الرمل]
لي فؤاد في فناكم عرَّسا ... بسوى حبِّكم ما أنسا
هو ضيفٌ ونزيلٌ عندكم ... متَّعوه بقراكم نفسا
ذكر الله بخير مجلسًا ... بالحمى قد ضمَّنا والجلسا
إنَّ في الحيِّ مريضًا كلَّما ... كاد يشفيه رجاه انتكسا
إن خشى من زفرة تفضحه ... ستر الخال وشمَّ النَّرجسا
لو تكن أنفسنا ملكًا لنا ... ذلك اليوم بذلنا الأنفسا
يا لييلات مضت عهدي بها ... إختلسنا العيش فيها خلسا
وفؤادًا يترجَّى عودةً ... بالَّذي منَّ بها لا تأيسا
فعسى الدَّهر بها مرتجعًا ... مابقي إلاَّ تعاليل عسى
وأنشدني أيضًا من شعره: [من الوافر]
إذا أبصرت برقًا يثربيًّا ... يشبُّ لهيب وجدي يا أخيَّا
/287 ب/ يذكِّرني عهود أهيل نجد ... ولم أك قبل لامعه نسيَّا
أصيحابي لعلَّكم تراعوا ... خليلًا لم يزل لكم وفيَّا
إذا وافيتم خللًا بنجد ... هنيئًا جمع شملكم هنيًّا
فقولوا رام ذو قلق ووجد ... زيارتكم ولكن ما تهيَّا
ولي قلب ترحَّل إذ تغنَّت ... حداتكم وأعملت المطيَّا
فيا قلبي الَّذي قد فرَّ منَّي ... إلى الأحباب يطوي البيد طيَّا
إذا وافيت بدر بني تميم ... فحِّيي بحيٍّهم ذاك المحيَّا
ومن لي إن رأى قلبي حماهم ... وحيَّا عن قتيل الشَّوق حيَّا
[159]
إسماعيل بن علوي بن علوان، أبو محمد البوازيجيُّ.
كان رجلًا صالحًا من أولياء الله تعالى.
صحب الشيخ حماد بن محمد بن جساس البوازيجي. نزل إربل وسكنها إلى أن توفي بها يوم الخميس تاسع عشري ربيع الآخر سنة إثنتين وعشرين وستمائة. وكان

الصفحة 421