كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ومالت إلى /290 ب/ وجهة الأعناق والرؤوس، فيهن نزهة العيون وعقال العقول، والموجز الذي ودّ المحدّث أن يطول .. ثم أنشد لنفسه: [من الطويل]
حديثٌ حديث العهد فتَّح نوره ... فمن نوره قد زاد في السَّمع والبصر
يخرُّون للأذقان عند سماعه ... كأنَّ بهم شيعيَّه وهو منتظر
يلذُّ به طول الحديث لسامر ... ولا يعتريه من إطالته ضجر
به طرفٌ للطرف تجنى وعقلةٌ ... لعاقل ركب مستفزًّا إلى السَّفر
هي البدر فاسمع ما تقول فإنَّه ... غريبٌ وحدِّث بالرِّاوية عن قمر
[162]
إسماعيل بن الحسين بن حامد بن جبارة بن المحسن بن عبد الله، أبو الفداء الموصليُّ، المعروف بابن القائد.
وهو والد رشيد ومعتوقٍ، وسيأتي شعرهما في موضعه -إن شاء الله تعالى-.
كان رجلًا عاميًا، يقول الأشعار طبعًا من غير قراءة نحو وأدب، وبلغ قريبًا من تسعين سنة، ولم يتغير ذهنه وعقله.
أنشدني ولده /291 أ/ رشيد قال: أنشدني والدي لنفسه: [من الكامل]
ومزرفن الأصداغ معسول اللَّمى ... جرح الفؤاد بطرفه لمَّا رمى
كتب العذار على سوالف خدَّه ... سطرًا فقام به الجمال مترجما
ما تمَّ حسن البدر عند تمامه ... حتى أستدار به الظَّلام مخيِّما
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من الكامل]
قامت تودِّعني أميمة والهوى ... قسمان بين مودَّع ومودِّع
في برقع برزت إليَّ فمن رأى ... شمس الضُّحى محجوبةً في برقع؟ !
فلثمت رشف رضابها ودموعها ... هطَّالةٌ خوف الفراق وأدمعي
وشكوت ما ألقاه من وجدي بها ... يوم النَّوى فتنهَّدت وبكت معي

الصفحة 425