كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ثم أفترقنا وهي قائلةٌ لقد ... بلغ الحسود مناه فيما يدَّعي
فارقت جيران الرِّضا لا بالرِّضا ... منِّي ونيران الغضا في أضلعي
وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني والدي لنفسه: [من السريع]
لم أنساها وهي إلى جانبي ... تعبث في حلِّ سراويلي
قلت: وما تبغين يا منتهى ... سؤلي ويا غاية مأمولي
قالت وقد زال الحيا بيننا ... ياعمُّ إحليك يحلو لي!
/291 ب/ وأنشدني، قال: أنشدني والدي قوله: [من الطويل]
ولمَّا رأت ايري كبيرًا تمنَّعت ... كأن بها ضيقًا وسيِّئ أخلاق
فأولجت فيها بعضه فتحسَّرت ... فقلت: على ماذا؟ فقالت: على الباقي
[163]
إسماعيل بن عليٍّ، أبو الفداء البغداديُّ.
كان متوليًا الأبنية المعمور في زمان الإمام الناصر لدين الله- رضي الله عنه- وحبس. وكان عنده أدب وفضل.
ومن شعره وهو محبوس ما كتبه إلى أهله وأقاربه، ويمدح الناصر لدين الله:
[من الطويل]
ألا فابلغا الأهل الكرام سلامي ... وقولا لهم وجدي بهم وغرامي
وإنِّي لا أنسى زمان وصالهم ... وأذكرهم في يقظتي ومنامي
وأعجب شيء أنَّ طيف خيالهم ... يزود دجًى والحارسون أمامي
لئن فاتني فصل الرَّبيع بقربهم ... فإنَّ ربيعي علَّتي وسقامي
ووردي ورودي مورد الذُّل والضًّنا ... وآسي يأسي والدُّموع مدامي
ولو شاهدد الحسَّاد ما قد لقيته ... من الحبس رقُّوا الاستماع كلامي
/292 أ/ وما أنا إلاَّ السَّيف لان لصيقلٍ ... وإني في يوم الوغى لمحامي
وإن كنت محبوسًا فقد طال ما ثوى ... بحبس رفيع القدر نجل همام
فلا تيأسوا من عودتي وتمسَّكوا ... بحبل دعاء فهو خير ذمام
فلولا دعا ذي النُّون في اليمِّ ما نجا ... ودام به في وحشة وظلام

الصفحة 426