كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

الموصل الغريبة تدعى "بومارية" بها ولد ونشأ وخرج عنها صغيرًا.
وحفظ القرآن العزيز حفظًا جيدًا، وسمع الحديث وسافر إلى مدينة السلام في طلب العلم، وقراءة القرآن وتجويده، ونزل عبادان.
ثم كرّ راجعًا إلى الموصل فاستوطنها، وأدرك /293 أ/ الإمام أبا بكر يحيى بن سعدون بن تمام القرطبي المقرئ بالموصل؛ وله منه إجازة.
وهو رجل صالح متدّين له أشعار فى الزهديات والتحريض على طاعة الله تعالى والتمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أنشدني لنفسه من قصيدة طويلة أولها: [من البسيط]
أستغفر الله في سرِّي وإعلاني ... ممَّا جنيت ومن زلَّات إخواني
وأسأل الله لي عفوًا ومغفرًة ... فإنَّه أهل ذي عفو وغفران
واحفظ الودَّ للإخوان إن بعدوا ... وإن دنوا ثمَّ أعفوا عن أخي الجاني
والعهد أرعى لأصحابي وإن نقضوا ... عهدي كذاك أراعي حقَّ جيراني
وأطلب الرِّزق من رَّبي ويطلبني ... أشدًّ من طلبي والحرص أعياني
وأتبع الشَّرع فيما قد أمرت به ... والشَّرع يأمرني والشَّرع ينهاني
وأحمد الله رِّبي ثمَّ أشكره ... كما هداني لهذا وهو يرعاني
أصحابنا أستمعوا ما قال والدكم ... قد قال نصحًا وصدقًا غير بهتان
واستمسكوا بكتاب الله واتَّبعوا ... قول الرَّسول هما للشَّرع أصلان
وسنَّة الخلفاء الراشدين بها ... أوصى النَّبيُّ الَّذي من ولد عدنان
خلُّوا الهوى وحديث النَّفس واتَّبعوا ... ما قد ذكرت لكم تجزوا بإحسان
[165]
/293 ب/ إسماعيل بن إبراهيم بن غازي بن عليِّ بن محمدٍ، أبو طاهر النُّميريُّ المعروف بابن فلّوس.

الصفحة 428