كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

من أهل ماردين.
كان فقيهًا حنفيًا أصوليًا فاضلًا ذا قدرة على ما يريد من إنشاء القريض، وخاطر مطاوع في ذلك.
سكن بالآخرة دمشق، يدرس الفقه بالمدرسة العزيَّة المنسوبة إلى الأمير عزّ الدين ايبك أستاذ الدار، وتوفي بدمشق يوم الأربعاء من المحرم في سنة سبع وثلاثين وستمائة.
وكانت ولادته فى أربع وتسعين وخمسمائة.
أنشدني أبو الفتوح الحسين بن الحسن بن محمد بن محمد البكري، قال: أنشدني أبو طاهر بن فلّوس لنفسه بدمشق: [من الوافر]
لحاه الله من زمن خسيس ... أكابره الأراذل والعبيد
زمانٌ قلَّ أهل الفضل فيه ... بل انقرضوا فليس لهم وجود
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من الطويل]
سأترك من أهواه لا عن ملالةٍ ... ولكن لأمرٍ أوجب الأخذ بالتَّرك
/294 أ/ أراد شريكًا في المودَّة بيننا ... وإيمان قلبي لا يميل إلى الشِّرك
وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني لنفسه جوابًا لبعض أصحابه، وقد كتب إليه أبياتًا وهي: [من السريع]
يا أيُّها العالم ماذا ترى ... في عاشق ذاب من الوجد
في حبِّ ظبي لأهيف أغيد ... سهل المحيَّا حسن القدِّ
فهل ترى تقبيله جائزًا ... في النحر والعينين والخدِّ
من غير ذي فحشٍ ولا ريبة ... بل بعناقٍ ضم في جلد

الصفحة 429