كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

فأجابه أبو طاهر بن فلّوس: [من السريع]
يا أيُّها السَّائل إنِّي أرى ... تقبيلك العينين بالخدِّ
يفضي إلى ما بعده فاجتنب ... تقبيله بالجدِّ والجهد
لأنَّ من يرتع في روضة ... لا بد أن يجني من الورد
[166]
إسماعيل بن هبة الله بن يوسف بن إبراهيم بن أبي الفضائل, أبو الفداء الحمويُّ.
كانت ولادته /294 ب/ في سنة خمس وتسعين وخمسمائة. شاب له معرفة حسنة بالنجوم, وكتبة التقاويم, وفيه فضل وعلم.
أنشدني لنفسه بدمشق في سنة أربعين وستمائة وماكتبه إلى بعض الأمراء يخاطبه:
[من الكامل]
إسعد بهذا الحول يا ملك الدُّني ... وتملَّ نعمى ليس عنك لها انثنى
واغنم مسرَّات النُّفوس فإنَّها ... فرضٌ ودع ذكر اللِّوى والمنحنى
يا مالكًا أبت الهوي آراؤه ... شرفًا كما عزماته أبت الونى
ما بال ملكك ليس يبرح موطنًا ... وجزيل مالك ليس يألف موطنا
وأنشدني لنفسه ماكتبه علي لوح رمل معمول من .... يولد فيه ويضرب من غير أن يكون فيه رمل, يستغني بذلك عن الرمل: [من الكامل]
أنا كاشف الأسرار فيَّ بدائعٌ ... من حكمة وغرائبٌ وعيوب
أنا ذو البلاغة والمحدِّث صامتٌ ... وبمنطقي التَّرغيب والتَّرهيب
يخفي اللَّبيب ضميره فأبينه ... فكأن أعضائي خلقن قلوب
إنِّي بسطت أديم وجهي خاضعًا ... وتركته عوض التَّراب ينوب

الصفحة 430