كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

سئل عن مولده، فقال ولدت في يوم الأحد السادس عشر من المحرم سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
وهو شيخ فاضل كيّس تام المروءة، كريم الصحبة، حسن الأخلاق، حرّ الطباع، يراعي حق أصدقائه ومعارفه، ويتعصب لهم باجتهاده، ويبالغ في قضاء حقوقهم، وإيصال الراحة إليهم؛ نعم الرجل هو دينًا وفضلًا وسكونًا وعقلًا وحلمًا وعلمًا.
أنشدني لنفسه بمدينة حلب يوم الأحد العشرين من ربيع الآخر /298 أ/ من سنة أربع وثلاثين وستمائة ما كتبه من الموصل إلى مدينة السلام في كتاب إلى بعض أصدقائه يداعبه ويطايبه: [من الطويل]
بأيِّ لسان بعد بعدك أنطق ... لأبدي شكايات جناها التَّفرُّق
سهادٌ بجفن العين منِّي موكلٌ ... وقلب لتذكار الأحبَّة يخفق
وشوقٌ إلى الزَّوراء يزداد كلَّما ... ترنَّم قمريُّ وناح مطوَّق
وما شاقني حسر ولا رقَّة ولا ... صراة بها الماء الفرات مرقرق
ولا نهر عيسى والحريم ودجلةٌ ... ولا سفنها أمست تخبُّ وتعتق
ولكن لييلاتٌ تقضَّت بسادةٍ ... برؤيتهم شمل الهموم يفرَّق
فلا غرو أن تذرى الدُّموع ببعدهم ... ومنهم حليف المكرمات الموفَّق
سلامٌ عليه كلَّما ذرَّ شارقٌ ... وإن كان يلهيه الغزال المقرطق
[169]
إسماعيل بن أبي الفتح بن رزق الله بن الهائم السنجاريُّ.
أنشدني أبو الحسن علي بن الحسين بن دبابا الفقيه الحنفي، قال: أنشدني إسماعيل بن أبي الفتح السنجاري لنفسه: [من الطويل]
/298 ب/ سقى الله أرضًا بالعراق وإن خلت ... تهائمها من بعدكم ونجودها
سحائب يسحبن الذُّيول كأنَّها ... نجائب قد مالت عليها قتودها
إذا شارفت منها الشَّوارف بلدةً ... وقد مات مشربها وجفَّ صعيدها

الصفحة 435