كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

فلا راعنا فيه الزَّمان بفادحٍ ... ولا زال يعلو بالعلا من يطاوله]
[170]
إسماعيل بن عمر بن عبد العزيز بن هبه الله بن الحسن بن أحمد بن حمدون، أبو الفداء السنجاريُّ، المعروف بابن الخطيب.
كان لسلفه الخطابة بسنجار، وبيتهم مشهورٌ بالعلم والفضل.
وأبو الفداء قرأ شيئًا من الفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة– رضي الله عنه– ورحل إلى مدينة السلام مادحًا الإمام المستنصر بالله أبا جعفر المنصور– خلّد الله دولته– وعاود منها إلى إربل؛ فلقيته بها في شهر ذي الحجة سنة خمس وعشرين وستمائة، وأنشدني قوله في أمير المؤمنين المستنصر بالله– عظم الله سلطانه-: [من الكامل]
دار السَّلام وصلتها فاستبشري ... واستشعري حمد الصَّباح المسفر
/299 أ/ وتفيَّئي برد الظِّلال وغادري ... حرَّ الهجير لمنجد ومغوِّر
هذي قصيَّات المنى بلِّغتها ... وسلي إدامتها وسعيك فاشكري
يا ناق حلَّلت النُّسوع ولم تكد ... أو لم تحلَّ بالمحلَّ الأكبر
حرم النُّبوَّة والخلافة مركز الإسلام والدِّين الحنيف الأطهر
نادي أمير المؤمنين وموئل ... اللَّاجين من عافٍ ومن مستغفر
من طاعة الله طاعته ومن ... عصيانه كالشِّرك ضد مكفَّر
مستنصرٌ بالله لم تعدم إجابته بنصرة دعوة المستنصر
عرفت لبيعته الإمامة حقَّها ... فعلا بوطئته علاء المنبر
نسخت مكارمه المكارم كلَّها ... فكأنَّها من قبله لم تذكر
في الأرض أبحر عشرةٌ مشهورةٌ ... والأرض نعرفها بسبعة أبحر
مستحدثٌ في كلِّ يوم سؤددًا ... متحدِّثًا عن سؤددٍ في العنصر

الصفحة 437