كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

ألقى له الإسلام فضل زمامه ... فاقتاده بيد المحقِّ المظهر
كالسَّيف في ذات الإله وإن غدا ... كرمًا كميَّاد الأراك الأنظر
وأغرَّ بالمجد الغريب مظفَّرٌ ... وسواه بالعاديِّ غير مظفَّر
كالغيث يجري نائلًا ومواهبًا ... لم يعطها صوب السَّحاب الممطر
/299 ب/ شرفت بنو العبَّاس منه بمشرفٍ ... من فوق اسمه العلاء مشمِّر
قوم هم شمُّ الجبال رجاحةً ... وخلائقًا كالماء غير مكدَّر
لهم فتوح المكرمات وفيهم ... نزلت مفاتح سورة المدَّثِّر
سمعًا أمير المؤمنين قصيدةً ... عذراء قد طالت مقال البحتري
بك فخرها والنَّاس لم يعرف بهم ... أحدًا سواك بمدحه لم يفخر
قامت بمدحك حسب طاقتها ومن ... يسطيع مدح مكارم لم تحصر
حزت المدى في الشُّكر حتَّى ما يرى ... يومًا لفضل نداك من لم يشكر
شرفت بنو العباس يوم العبَّاس يوم خلفتهم ... بمكارمٍ مشهورة لم تنكر
وفدت هباتك وفد كلِّ قبيلةٍ ... وسرين نحو العاجز المتدٍّبر
لمَّا أرد إلَّا لملكك داعيًا ... ومؤدِّيًا فضل المديح المثمر
إلَّا فماذا بالغٌ نظم أمرىٍء ... عن بعض شكرك والثَّناء مقصِّر
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الطويل]
نؤمِّل بعد البين أن نتجمَّعا ... وشحط النَّوى لم يبق فى القوس منزعا
وقد كنت أشكو البعد والدَّار لم تبن ... فقد صرت أشكو هجركم والنَّوى معا
/300 أ/ نأيتم فلا جفني يلمُّ به الكرى ... حفاظًا ولا جنبي يلائم مضجعا
وكنت أرى أنِّي عصيٌّ على الهوى ... فكنت له من بانة الشِّعب أطوعا
تصاممت عن طير الفراق وإنَّما ... أضاءت بنا داعي الرَّحيل فأسمعا
وطارت بلبِّي يوم طارت ركابكم ... على إثرها تلك النَّواعب وقَّعا
فلا يتَّهمني الكاشحون بأنَّني ... صبوت فقلبي يوم أزمعت أزمعا

الصفحة 438