كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

[171]
إسماعيل بن عليِّ بن أحمد بن يوسف بن عمر الموصليُّ، أبو الفداء.
نزل مدينة إربل وتولّى بها عملًا وأقام بها مدّة طويلة في دولة سلطانها الملك المعظم مظفر الدين– رحمه الله-؛ شيخ طويل أبيض اللحية.
أخبرني أنه ولد سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
وتوفي بإربل يوم الأربعاء سادس عشر شعبان سنة إحدى وثلاثين وستمائة.
أنشدني لنفسه: [من الكامل]
يا أيُّها المولى الَّذي عجز الورى ... عن شرح ما يأتيه من إحسان
جلَّت جواهرك الشَّريفة أن تكن ... أعراضها جسمًا لذي جثمان
لكن لطفت فصرت معنًى قائمًا ... بصفاته في صورة الإنسان
/300 ب/ وأنشدني أيضًا قوله: [من المتقارب]
وقائلة لم لبست البياض ... وقد كنت تلبس ثوب الحداد
فقلت السواد مضى في البياض ... وهذا البياض لهذا السَّواد
وأنشدني لنفسه أيضًا: [من البسيط]
محبتي آدم من فرط زلَّته ... ومن نجا باسنه نوحٌ من الغرق
وآل طأها ومن في فضله نزلت ... آي الكتاب وتأتي سورة الفلق
لأنتم في فؤاد قلَّ ما هدأت ... منه الجوانح احراقًا من القلق
أحلى من الأمن في قلب المخوف ومن ... طيب الكري في جفون السَّاهر الأرق
ووجدت له من الشعر قوله: [من الهزج]
أما آن لمرِّ الهجر يا مولاي أن يحلو
وما أوهنه الهجران أن يجبره الوصل
وما أرخصه الإعراض والتَّفريق أن يغلو
رعى الله أنأسًاسا ... ء فينا منهم العدل

الصفحة 439