كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

فقبل شهادته، وأثبت تزكيته.
أنشدني لنفسه يمدح الإمام المستنصر بالله أمير المؤمنين– خلّد الله دولته-
[من البسيط]
ياصاحبيَّ بأعلام العذيب صفا ... شوقي إلى منهل بالأبرقين صفا
/302 ب/ وحدِّثا أهل نعمان الأراك بما ... لقيته مذ غدًا قلبي بهم كلفا
وسائلا الرَّكب عن وجدي فإن وقفت ... .... وادي الحمى فقفا
لي جنَّةٌ إن سرى من نحو كاظمةٍ ... برقٌ يسير به الدَّاجي إذا خطفا
بدا وميضًا فأبدا لمعه حرقي ... وعاد خفيًا فأخفى الصَّبر حين خفا
هاجت لقلبي تذكار العهود وماء الوصل بالبان حتَّى صحت واأسفا
قل للحبيب الَّذي أفنى بهاجرة ... صبري فأضحى جفاءً منه حين جفا
كن كيف شئت فما لي اليوم ملتبسٌ ... إلَّا بقاء إمام العصر لي وكفى
فهو الَّذي أنشر الأرمام نائله ... بهاجر من غوادي برِّه وكفا
خليفةٌ جمَّل الدُّنيا وأنعش من ... فيها بظلٍّ على كلَّ العباد ضفا
لو عاش في الدَّهر يومًا حاتمٌ ورأى ... جدواه عادله بالفضل معترفا
له عوارف تسري بعضها ملأ ... الأيَّام طيب ثناءٍ نشره ألفا
ما قال: لا في جواب السَّائلين له ... بجود كفَّيه ألغى اللَّام والألفا
بل قوله نعمٌ تلفى بها نعمٌ ... بفيضهنَّ على العافين قد عطفا
فديت في مشرق الدُّنيا ومغربها ... عرف المديح لمعروف به عرفا
داوى بطيب أياديه ورأفته ... من كان أشفى لفقرٍ نازل فشفى
/303 أ/ مولًى له قصبات السَّبق كاملةً ... لأنه كمَّل العلياء والشَّرفا
أضحى ..... ..... ... للُّطف مدَّرعا بالعطف متَّصفا
مؤسِّسًا للتُّقى أساس ذي ورعٍ ... لكونه من بحار الوحي مغترفا
وقد حمى الدِّين والدُّنيا سطًا وندًى بخاطر عن مراضي الله ما صدفا
.. مواكبه الإملال حيث سرت ... لا زال شملهم بالنَّصر مؤتلفا
ودام للملك مولانا الخليفة ما ... رقى الغصون حمام البان أو هتفا

الصفحة 442