كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

أنشدني محمود بن عثمان، قال: أنشدني إسماعيل بن محمود بن مكارم البغدادي لنفسه: [من الخفيف]
روِّق الصِّرف قد تولَّى الظَّلام ... وأدرها فقد تغنَّى الحمام
والشَّحارير صوَّتت في البساتين أيبقى من بعد هذا منام
والمعيديُّ في المياه ينادي ... كلُّ نومٍ على المحبِّ حرام
ونسيم الصَّباح بالطِّيب والمشموم والعرف سجسجٌ نمَّام
وصريع الشَّراب كالرَّمس ملقًي ... والسُّقاة الأهداف والأعلام
مثل ما صاغ قبلنا نبعة المعتزِّ هذا المعنى فتمَّ النَّظام
وكأنَّ السُّقاة بين النَّدامى ... ألفاتٌ بين السُّطور قيام
/303 ب/ وأنشدني أيضًا لنفسه: [من البسيط]
قم فاطرد النَّوم عن وسنان قطربلٍ ... وقل له كم كرى أودى له السَّهر
فقام يبزل دنًّا كان غارم ... فاطلع الشَّمس والدَّيجور معتكر
أما ترى لازورد الأفق ملتمعًا ... نوراً وعقد الثريَّا ظلَّ ينتثر
وكنت مرتقب المصباح يوقده ... فضاء بالراح ما قد عطَّت الشَّجر
وأشبهت حاله الرَّاووق إذ مزجت ... كهالة التِّبر لاحت فوقها الدُّرر
كم قد خطرت على السَّاقي على خطرٍ ... في زمرةٍ غيِّبوا عنهم وقد حضروا
وقال أيضًا: [من الخفيف]
هذه الدَّار كأسها الحلو من جودها راجحٍ وليس يشف
أسرت إن سرت مرت أمرت ... أنصفت إن صفت وهيهات يصفو
خلِّها خلِّها فمن شأنها الغدر وفى أطيب التَّواصل يجفو
وقال أيضًا: [من الخفيف]
لو قطعت العراق من سفح قاف ... قاطعًا للحزون والأحقاف
واضعًا ..... على الأرض في السِّير ووجهي .....

الصفحة 443