كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

لطيفًا حسن الصورة, دمث الأخلاق, ذا جود وسخاء وأدب وفضل من أحسن الناس شبابًا, وأكملهم جمالًا وظرفًا. توفي وهو شاب بالموصل سنة نيّف وستمائة.
ثم قال: وأنشدني من شعره أبو القاسم أبو بكر بن إسماعيل التلعفري, قال: أنشدني أبو الفداء لنفسه يعّزي الملك الأشرف أبا الفتح موسى بن أبي بكر بن أيوب في أخ له من أمّه اسمه يوسف: [من الطويل]
دموع المعالي والمكارم ذرَّف ... وربع العلا قاعٌ لفقدك صفصف
غدا الجود والمعروف في اللَّحد ثاويًا ... غداة ثوى في ذلك اللَّحد يوسف
فتًى خطفت كفُّ المنيَّة روحه ... وقد كان لللأرواح بالبيض يخطف
سقته ليالي الدَّهر كأس حمامها ... وكان يسقِّي الموت في الرَّوع يعرف
فيا حسرتا لو ينفع المرء حسرةٌ ... ويا أسفا لو كان يجدي التَّأسُّف
وكانت على الأرزاء نفسي قويَّةً ... ولكنَّها عن حمل ذا الرُّزء تضعف
وختمها بقوله:
/305 أ/ جزاءً بما أسلفتني من عوارف ... وكلُّ امرئٍ يجزى بما كان يسلف
[176]
إسماعيل بن إبراهيم بن المأمون بن محمد بن الحسن بن الحسين بن أحمد بن العباس بن يوسف, أبو المجد الأنصاريُّ الواعظ الدمشقيَّ.
حدثني الصاحب أبو البركات المستوفي, قال: ورد أبو المجد إربل فامتدح الملك المعظم أبا سعيد كوكبوري بن علي بن بكتكين- رحمه الله- بقصيدة, لنفسه في أوائل سنة خمس عشرة وستمائة: [من الكامل]
قم نغتنم فرصًا من اللَّذات ... بالرَّاح نجلوها على الرَّاحات
صهباء تشرق في الزُّجاج كأنَّها ... برقٌ تألُّقه من الآيات
أو مثل شمسٍ أشرقت بحبابها ... درُّ تنضَّد في ذرى الكاسات
من كفِّ أهيف كالهلال إذا بدا ... حلو الشَّمائل فاتن الحركات
يسبي القلوب قوامه وكلامه ... طلق المحيَّا فاتن الحركات

الصفحة 445