كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 1)

وإن أقفل الأشكال باب دقائق ... بفطنته ألغينا مفتاح مقفل
خبير بصير عند كل مباحث ... بإجمال تفصيل وتفصيل مجمل
حوى قصبات السَّبق بالعلم واحتوى ... على آخر بالمكرمات وأوَّل
أتتك ابن عمران قصيدتك الَّتي ... قصت بها أشعار قيس وجرول
فلو قرعت سمع أمرئ القيس لم يقل ... (قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل)
وكتب إلى بعض الأكابر: [من البسيط]
يا بدر دين إله الخلق نفسي من ... حرمان خدمتكم ماتت فمرتعش
من رحمتي اغتدي حيران مرتعشًا ... كأنَّني زئبق في كفِّ مرتعش
[2]
إبراهيم بن عمر بن محمد بن إبراهيم، أبو إسحاق الحانيَّ العطّار، المعروف بابن رقيقة.
وهو من حيني مدينة من آخر ديار بكر من ثغر الروم.
كان هذا الرجل عطارًا، وله حانوت بمدينة حيني يتعيش في العطر. وكان صاحب ثراء. وكان عزبًا لم يتزوج قطّ.
شاعر متقّن، ومترسّل محسن، له أشعار مجموعة، ورسائل مدونة، وخطب مستجادة. حسن المعرفة بالأدب واللغة، /8 أ/ له مدائح في الملوك [من] بني أيوب وغيرهم من الأمراء والأشراف.
وهو رجل صالح المروءة، عزيز النفس، سخيُّ الكفِّ، كثير التواضع، [حرّ الطبع، لا يرد سائلاً ولا يحرم وافداً يقصده، على سيرة لم يكن عليها أحد من أبناء زمانه الأسخياء من شرف النفس، وكمال المؤوءة، وسعة الصدر، والانقباض عن الأكابر والرؤساء؛ فإنه كان يرى في نفسه أنه أجل منهم قدراً، وأجل رتبة وفضلاً، ولم يعش ...... الذين كانوا يخالطونه؛ لأن نفسه كانت تترفع عن أن يمدح للاستجداء

الصفحة 68